في الوقت الذي يزداد فيه الإقبال من المواطنين المغاربة للحصول على التأشيرة، لا يزال العديد منهم يواجهون تعقيدات معقدة في الحصول على مواعيد لتقديم طلباتهم، بالرغم من الإجراءات التي أعلنت عنها السلطات الأوروبية للحد من استغلال نظام الحجز.
اقرأ أيضا : فرصة تطوّع بيئي واجتماعي في هنغاريا لعام 2025
يؤكد مجموعة من المواطنين المغاربة أن تأمين موعد لتقديم طلب التأشيرة قد صار أمرًا شبه مستحيل، حيث تزول المواعيد تمامًا حال ظهورها على المنصات الإلكترونية التابعة للقنصليات والمراكز المعتمدة. وقد ذهب البعض إلى حد اتهام النظام الجديد بالعمل على إخفاء المواعيد عمدًا، مما يضطرهم إلى اللجوء إلى وسطاء مقابل مبالغ مرتفعة قد تصل إلى 500 يورو.
أعلنت السلطات الأوروبية سابقًا عن اعتماد نظام حجز ذكي يهدف لمواجهة الجهات التي تحتكر المواعيد وتقوم بإعادة بيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة. ومع ذلك، تشير التقارير والشهادات من واقع الحال إلى أن هذه الإجراءات لم تحل المشكلة بل زادت من تعقيدها، حيث أصبح المواطن العادي غير قادر على الوصول إلى موعد قانوني دون الحاجة لتدخل طرف ثالث.
يعتبر العديد من الأشخاص أن هذه الأزمة لا تقتصر على تأثيرها على الجانب الإداري، بل تمتد لتطال حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، وهو الحق في التنقل. وقد أصبح الحلم الأوروبي بالنسبة للعديد من المغاربة كابوسًا مليئًا بالانتظار والشكوك حيال نزاهة النظام المعمول به.
في ظل عدم وجود الشفافية، تزداد المطالب من المجتمع المدني ووسائل الإعلام بإجراء تحقيق شامل يكشف عن أسباب الأزمة ويحاسب الجهات المسؤولة عن تعطيل وصول المواطنين إلى الخدمة التي ينبغي أن تكون متاحة بشكل عادل ومجاني.
لا تقتصر المعاناة على الجوانب الإدارية فقط، بل تساهم أيضًا في خسائر مالية كبيرة للمواطنين. فالكثير منهم يضطرون إلى الاعتماد على وسطاء للحصول على موعد، بينما تتكبّد فئات أخرى نفقات التنقل وإعداد الوثائق دون أي ضمان للحصول على الموعد مسبقًا.
تشير بيانات حديثة صدرت عن “SchengenVisaInfo” إلى أن المواطنين المغاربة قدموا 606,800 طلب للحصول على تأشيرة شنغن خلال عام 2024، مما يجعلهم في المرتبة الرابعة بين الدول الأكثر تقدمًا بهذه الطلبات. وقد تمت الموافقة على 457,850 طلبًا، في حين تم رفض 115,774 طلبًا.
على الرغم من هذا الرقم الكبير، لا تزال الأزمة مستمرة، دون وجود أي إشارات على قرب حلها، مما يعزز شعور الإحباط لدى المتقدمين للحصول على التأشيرة.
في ظل زيادة المطالبات بالتحقيق وتعزيز الشفافية، أصبح من الضروري اتخاذ خطوات ملموسة لاستعادة الثقة في النظام الجديد. المتطلبات، وفقًا للعديد من المراقبين، تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات الأوروبية المعنية بالتعاون مع السلطات المغربية لضمان عدالة الوصول إلى خدمة الحجز ومنع أي طرف من استغلال النظام لتحقيق أرباح غير قانونية على حساب المواطن العادي.
اقرأ أيضا : عقد عمل موسمي في الزراعة في بلجيكا لعام 2025 مع شركة بريماطو بي ڤي
يعتقد البعض أن الحل ينبغي أن يتضمن تدقيقًا في أساليب عمل المراكز الوسيطة وتعزيز كفاءة الأنظمة الإلكترونية المعتمدة في عمليات الحجز، بالإضافة إلى تقديم دعم تقني للمواطنين الذين يرغبون في حجز مواعيدهم بأنفسهم.
على الرغم من الوعود والإجراءات المتخذة، إلا أن الواقع لا يزال يكشف عن أزمة حقيقية يعاني منها آلاف المواطنين المغاربة الذين يسعون للحصول على فرصة قانونية للسفر إلى أوروبا. مع اختفاء المواعيد وازدياد نشاط سماسرة السوق السوداء، تتصاعد معاناة المواطنين، مما يزيد من الحاجة لتدخل عاجل وشامل يعيد الحقوق لأصحابها وينهي حالة الفوضى التي أصبحت سمة لنظام حجز تأشيرات شنغن في المغرب.
المصدر: SchengenVisaInfo