شهد جواز السفر المغربي خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في تصنيفات وثائق السفر العالمية، وهو ما عكسته نتائج أحدث تقرير صادر عن مؤسسة “هينلي أند بارتنرز” المختصة بتقييم قوة جوازات السفر.وفقًا للتصنيف الذي صدر في منتصف عام 2025، صعد جواز السفر المغربي إلى المرتبة 67 على مستوى العالم من بين 199 دولة، مما يتيح لحامليه إمكانية الدخول إلى 73 دولة دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة أو بالحصول عليها عند الوصول أو إلكترونيًا. يُعد هذا التقدم الأفضل منذ نحو عقدين، ويمثل مؤشرًا إيجابيًا على تعزيز الحضور الدبلوماسي للمغرب في الساحة الدولية.
اقرأ أيضا: فرصة عمل متاحة في كندا كفني صيانة سيارات في مدينة وينيبيغ براتب قدره 35 دولار في الساعة
نقلة نوعية في التصنيف الدولي
أنهى جواز السفر المغربي العام الماضي في المركز 71، ما يعني صعودًا بأربع مراتب في ظرف عام واحد فقط. ويُعتبر هذا الإنجاز الأكبر منذ عام 2006، عندما بلغ الجواز المغربي المرتبة 66 عالميًا. هذا التقدم يعكس جهودًا رسمية واضحة لتحسين صورة المغرب وتعزيز علاقاته الخارجية بما ينعكس إيجابًا على حرية تنقل مواطنيه.
الريادة الإقليمية في شمال إفريقيا
في الإطار الإقليمي، أصبح المغرب الدولة الأكثر قوة في شمال إفريقيا من حيث قوة جواز السفر. فقد تفوّق على تونس التي احتلت المرتبة 72، تلتها مصر في المرتبة 85، ثم موريتانيا (79)، والجزائر (92)، وأخيرًا ليبيا (95). هذا التفاوت في الترتيب بين دول الجوار يسلّط الضوء على الفروقات في السياسات الدبلوماسية ومدى انفتاح الدول على العالم، فضلاً عن علاقتها بمؤشرات الأمن والاستقرار.
73 دولة دون تأشيرة: ماذا يعني ذلك؟
يوفر جواز السفر المغربي إمكانية السفر إلى 73 دولة بدون الحاجة إلى تأشيرة تقليدية، ويشمل ذلك دولًا في إفريقيا مثل السنغال وكوت ديفوار والغابون، إضافة إلى دول آسيوية كإندونيسيا وماليزيا، وأخرى من أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والإكوادور. كما تشمل القائمة بعض الدول الأوروبية التي تعتمد نظام التأشيرة الإلكترونية أو تسهيلات خاصة للمواطنين المغاربة.
رغم أن هذا الرقم له دلالته، إلا أنه يظل ضئيلاً عند المقارنة بجوازات سفر الدول المتقدمة، حيث يبلغ عدد الوجهات المتاحة بدون تأشيرة لبعض الدول 194 وجهة، كما هو الحال مع فرنسا وألمانيا وإيطاليا التي كانت في مقدمة التصنيف العالمي.
الفجوة بين الشمال والجنوب
تصدرت الدول الأوروبية والآسيوية المراتب العليا في تصنيف جوازات السفر، حيث برزت بصورة واضحة دول الاتحاد الأوروبي والاقتصادات الكبرى في آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة. هذا يكرّس واقعًا قائمًا على فجوة تنقل كبرى بين مواطني الدول المتقدمة ونظرائهم من الدول النامية، وهو ما يرتبط بمؤشرات متعددة منها الاستقرار السياسي والاقتصادي، ومستوى المعيشة، والانخراط في المعاهدات الدولية.
أسباب هذا التحسن في التصنيف المغربي
يمكن عزو هذا التقدم إلى عدة عوامل متكاملة، منها:
- تحسن العلاقات الدبلوماسية مع عدد من الدول الإفريقية والآسيوية.
- الاستقرار السياسي النسبي الذي يشهده المغرب مقارنة ببعض جيرانه الإقليميين.
- الانخراط المتزايد في الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف التي تسهّل تنقل الأشخاص.
- جهود الحكومة في تعزيز صورة البلاد على الساحة الدولية من خلال برامج التعاون، والاستثمار، والانفتاح الاقتصادي.
تحديات قائمة رغم التقدم
ورغم هذا التحسن الملحوظ، فإن عددًا من التحديات لا تزال قائمة:
- استمرار فرض التأشيرات من قبل دول مهمة مثل الولايات المتحدة وكندا وأغلب دول الاتحاد الأوروبي.
- بعض إجراءات الحصول على التأشيرة ما تزال معقدة وبيروقراطية، وتشكل عائقًا أمام سفر المواطنين.
- ضعف الوعي العام بإجراءات التأشيرات الإلكترونية أو التأشيرات عند الوصول، مما يتطلب حملات توعوية.
التأشيرات: جدلية القيود في عالم مفتوح
يثير موضوع التأشيرات، لا سيما من دول الشمال تجاه دول الجنوب، نقاشًا واسعًا في الأوساط الدبلوماسية والحقوقية حول جدوى هذه القيود في عصر العولمة. فبينما تؤكد بعض الدول على أهمية الإجراءات الأمنية، يرى آخرون أن تشديد القيود يتنافى مع مبادئ الانفتاح والتبادل الثقافي والتجاري، ويحد من قدرة الأفراد على اكتساب فرص تعليمية ومهنية وتجارية في الخارج.
آفاق مستقبلية لتحسين التصنيف المغربي
الرهان اليوم يتمثل في استثمار هذا التقدم النسبي لتحقيق مزيد من الانفتاح، عبر:
- تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية مع شركاء جدد وخاصة في آسيا وأمريكا اللاتينية.
- توسيع الاتفاقيات الثنائية التي تتيح التنقل دون تأشيرة.
- العمل على تحسين المؤشرات الداخلية مثل الشفافية، الاستقرار، ومناخ الأعمال.
- تسهيل خدمات القنصليات المغربية للمغتربين والسياح.
المصدر: هسبريس.
خلاصة: خطوة نحو مزيد من الانفتاح
إن ارتفاع جواز السفر المغربي إلى المرتبة 67 على مستوى العالم لا يعكس مجرد رقم في تصنيف دولي، بل هو نتيجة لجهود مشتركة، ويعتبر دليلاً على أن تعزيز صورة البلاد على الساحة الدولية يعود بالنفع المباشر على المواطنين. ومع ذلك، فإن الطريق لا يزال طويلًا أمام تحقيق حرية تنقل شاملة، تتطلب انخراطًا أوسع في المنظومة الدولية، وتعاونًا مستمرًا مع الدول ذات النفوذ.
اقرأ أيضا: فرصة تطوعية ممولة بالكامل في قلب أوروبا: رومانيا تفتح أبوابها للشباب العربي
أسئلة شائعة حول جواز السفر المغربي وتصنيفه العالمي
1. ما هو تصنيف جواز السفر المغربي حاليًا؟
وفقًا للتقرير الأخير الصادر عن “هينلي أند بارتنرز” (يوليو 2025)، يأتي جواز السفر المغربي في المرتبة 67 على مستوى العالم من بين 199 دولة.
2. كم عدد الدول التي يستطيع المغاربة دخولها بدون الحاجة إلى تأشيرة؟
يستطيع حاملو الجواز المغربي زيارة 73 دولة دون الحاجة لتأشيرة مسبقة، أو بتأشيرة عند الوصول أو بشكل إلكتروني.
3. ما هي أبرز الدول التي لا تتطلب تأشيرة للمغاربة؟
تشمل بعض الدول المذكورة: تركيا، إندونيسيا، البرازيل، كوريا الجنوبية (بتأشيرة إلكترونية)، ماليزيا، السنغال، تونس، والأردن.
4. ما الفرق بين “بدون تأشيرة” و”تأشيرة عند الوصول”؟
“بدون تأشيرة” تعني أنك تدخل البلد مباشرة بدون أي إجراء مسبق. أما “تأشيرة عند الوصول” فهي تأشيرة تحصل عليها عند دخولك المطار أو الحدود.
5. هل يمكن أن يتحسن ترتيب الجواز المغربي مستقبلاً؟
نعم، خصوصاً إذا استمرت الدولة في جهودها الدبلوماسية، وتم إبرام اتفاقيات جديدة لتسهيل حركة المواطنين.
6. هل توجد دول أوروبية لا تتطلب تأشيرة للمغاربة؟
بعض الدول في منطقة البلقان وأوروبا الشرقية تمنح تسهيلات للمغاربة، مثل ألبانيا وصربيا (بفترات محددة)، لكن معظم دول الاتحاد الأوروبي ما تزال تطلب تأشيرة “شنغن”.
7. كيف يتم تصنيف جوازات السفر عالميًا؟
يعتمد تصنيف مؤسسة “هينلي أند بارتنرز” على بيانات من اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، ويرتكز على عدد الوجهات التي يمكن دخولها دون تأشيرة.