شهدت العاصمة الإيطالية روما، يوم السبت 26 يوليو 2025، انعقاد اجتماع مهم في إطار أنشطة مجموعة التركيز الخاصة بمشروع “THAMM Plus”، الذي تنفذه المنظمة الدولية للهجرة (IOM) في إيطاليا بدعم من الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا اللقاء في سياق تعزيز التعاون بين الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط، بهدف تطوير آليات للهجرة المنظمة وتنقل الكفاءات المهنية، بما يخدم حاجيات السوق الإيطالية ويُساهم في دعم التنمية المستدامة في بلدان الأصل، وعلى رأسها المغرب وتونس.
اقرأ أيضا: فرصة ذهبية للدراسة في الإمارات وأمريكا لمدة 6 أشهر ممولة بالكامل من جامعة ييل
أهداف المشروع في السياق المتوسطي
يرتكز مشروع “THAMM Plus” (تيسير الهجرة النظامية وتنقل اليد العاملة)، على دعم الانتقال المنظم للعمالة المؤهلة من دول شمال إفريقيا، لسد الفجوات القائمة في قطاعات حيوية داخل الاقتصاد الإيطالي، كصيانة المصانع، وتشغيل الآلات الرقمية، واللحام، والتقنيات الكهربائية والإلكترونية. ويُعد المشروع استمرارية للجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة للربط بين سياسات الهجرة واحتياجات أسواق العمل الأوروبية، عبر مقاربة تشاركية تُراعي حقوق العمال وتدعم التوازن في العلاقة بين دول الإرسال ودول الاستقبال.
ويطمح هذا البرنامج إلى تطوير نماذج للهجرة المهنية تستند إلى مبادئ الحكامة الجيدة، وتراعي شروط الكرامة الإنسانية، وضمان الاندماج الاجتماعي والمهني للمهاجرين. كما يسعى إلى تأسيس جسر معرفي وتنموي يربط المهاجرين ببلدانهم الأصلية، من خلال تعزيز المهارات المهنية والمعرفية، وذلك ضمن مبادرات “شراكات المواهب” المدعومة من قبل الاتحاد الأوروبي.
محاور النقاش: نحو هجرة منظمة ومستدامة
تمحور النقاش خلال هذا الاجتماع حول قضايا رئيسية، على رأسها:
- تحسين حكامة الهجرة النظامية، من خلال وضع آليات فعالة لتنظيم انتقال اليد العاملة المؤهلة بشكل يتماشى مع متطلبات السوق ويحفظ حقوق الأفراد.
- تيسير تنقل الكفاءات، خصوصًا من المغرب وتونس، نحو سوق العمل الإيطالية في القطاعات التي تعاني من نقص حاد في العمالة.
- تعزيز مسارات الإدماج المهني والاجتماعي للمهاجرين، من خلال سياسات تراعي خصوصياتهم الثقافية والاجتماعية، وتُسهم في بناء بيئة عمل دامجة وآمنة.
- دور منظمات الجاليات في إنجاح برامج الهجرة المنظمة، خاصة لما تمتلكه من معرفة دقيقة بالتحديات التي يواجهها المهاجرون في واقعهم اليومي، سواء في سوق العمل أو في المجتمع المحلي.
الحضور المغربي والتونسي: مساهمة فاعلة ونقاش عميق
تميّز اللقاء بمشاركة فاعلة للكوادر المغربية والتونسية، الذين أثروا النقاش بمداخلاتهم الغنية والمتنوعة، والتي عكست دراية ميدانية بقضايا الهجرة والتشغيل وتنقل الكفاءات. وأكد ممثلو الجاليات، خاصة من المغرب، على أهمية الحفاظ على الثوابت الوطنية، مشددين على أن مغربية الصحراء تُشكل قضية جامعة لكل المغاربة، وأن أي محاولة للمساس بها يُعد استفزازًا غير مقبول.
وسجّل الحضور النسوي المغربي حضورًا لافتًا، حيث شاركت عدد من الكفاءات النسائية المتميزة في النقاشات، مسلّطات الضوء على تجاربهن في مجالات الهجرة، والبحث العلمي، والصناعة، وهو ما يعكس التنوع الإيجابي في مساهمات الجالية المغربية في الخارج، خاصة في قطاعات ذات قيمة مضافة.
المنظمة الدولية للهجرة: إشراك الجاليات ضرورة استراتيجية
شدد ممثلو المنظمة الدولية للهجرة خلال الاجتماع على الدور المحوري الذي تضطلع به منظمات الجاليات، خاصة من المغرب وتونس، في إنجاح مشاريع الهجرة المنظمة. واعتبروا أن إدماج هذه الفعاليات المدنية في بلورة وتنفيذ السياسات، يضمن تقاربًا حقيقيًا بين الفاعلين المؤسساتيين والمجتمعات المهاجرة.
وأكدت المنظمة على أهمية الاستفادة من التجارب الميدانية لتلك المنظمات، التي تملك معرفة دقيقة بالواقع الاجتماعي والثقافي للمهاجرين، وباحتياجاتهم على مستوى التكوين، والإدماج، والتمثيل داخل الهياكل المؤسسية.
نحو شراكات متوازنة ومربحة للطرفين
يشكل هذا الاجتماع خطوة نوعية ضمن المسار الأوسع لتطوير شراكات متعددة الأطراف في مجال الهجرة والتنمية، حيث يتم إشراك مختلف الفاعلين من مؤسسات حكومية، ومجتمع مدني، وجاليات، في رسم السياسات وتنفيذها. ويهدف المشروع إلى بناء منظومة هجرة عادلة ومنصفة، تقوم على أساس تبادل المنافع:
- من جهة، تستفيد إيطاليا من سد العجز في يدها العاملة، خاصة في المجالات التقنية.
- ومن جهة أخرى، تعزز بلدان الأصل قدراتها البشرية، من خلال العائد المعرفي والتنموي للمهاجرين، سواء عبر التحويلات أو نقل المهارات.
اقرأ أيضا: فرصة تطوع ممولة بالكامل في إسبانيا لعام 2025 – للعرب من مختلف الدول
خلاصة
يُعبر مشروع “THAMM Plus” عن اتجاه استراتيجي لبناء نظام هجرة منظم وعادل، يأخذ بعين الاعتبار احتياجات الجميع: الدول الأوروبية التي تبحث عن مهارات مهنية، والدول الجنوبية التي تحاول خلق فرص تنموية لشبابها. كما يتجلى هذا النموذج كنموذج عملي وفعّال للهجرة المنظمة المبنية على الشراكة، والتخطيط، واحترام الكرامة الإنسانية.
المصدر: المنظمة الدولية للهجرة (OIM) بإيطاليا.
عن anfaspress.com
الأسئلة الشائعة (FAQ)
ما هو مشروع “THAMM Plus”؟
هو مشروع إقليمي تنفذه المنظمة الدولية للهجرة، بدعم من الاتحاد الأوروبي، يهدف إلى تيسير الهجرة النظامية وتنقل اليد العاملة المؤهلة بين دول شمال إفريقيا وأوروبا، وخاصة بين المغرب وتونس وإيطاليا.
ما هي الأهداف الرئيسية للمشروع؟
- سد النقص في بعض المهن الحيوية في السوق الإيطالية.
- تعزيز حكامة الهجرة.
- حماية حقوق العمال المهاجرين.
- دعم التنمية في بلدان الأصل من خلال المهارات المكتسبة.
من هم المشاركون في الاجتماع الأخير بروما؟
قام ممثلون عن منظمات الجاليات، وخاصة من المغرب وتونس، بالاشتراك مع مسؤولي المنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلى خبراء في مجالي الهجرة والتنمية.
لماذا التركيز على المغرب وتونس؟
لأن البلدين يُعدّان من الشركاء الاستراتيجيين لإيطاليا في مجال التعاون المتوسطي، ولديهما جاليات كبيرة ومؤهلة تساهم في الاقتصاد الإيطالي.
ما أهمية إشراك منظمات الجاليات في هذه المشاريع؟
تلعب منظمات الجاليات دور الوسيط بين المهاجرين والسلطات، وتساهم في بلورة سياسات أكثر فعالية وواقعية لأنها تنطلق من معايشة مباشرة لواقع الهجرة ومشاكل الاندماج.
ما القطاعات التي تستهدفها الهجرة المهنية إلى إيطاليا عبر المشروع؟
- تشغيل الآلات الرقمية CNC
- الصيانة الصناعية
- اللحام
- التركيبات الكهربائية والإلكترونية
- المهارات التقنية ذات الصلة بالإنتاج الحديث
هل المشروع يوفر فرص تكوين أو فقط تشغيل؟
يوفر المشروع فرص تكوين مسبق في بلدان الأصل، حتى يكون العمال المهاجرون مستعدين للاندماج في سوق العمل الإيطالية من اليوم الأول.
ما علاقة المشروع بمبادرة “شراكات المواهب”؟
المشروع يُعد جزءًا من المبادرة الأوروبية “شراكات المواهب”، التي تهدف إلى خلق مسارات قانونية وآمنة للهجرة، تقوم على أساس التعاون الثنائي أو الثلاثي بين أوروبا ودول الجنوب.
هل هناك دور للنساء في هذا المشروع؟
نعم، ويُشجع المشروع بشدة على مشاركة النساء، خاصة في القطاعات التقنية، ويُبرز تجارب النساء في الهجرة والاندماج والبحث العلمي.
هل سيستمر المشروع في دول أخرى؟
من المتوقع توسيع المشروع ليشمل دولًا أخرى في شمال إفريقيا لاحقًا، حسب حاجيات السوق الأوروبية والتقدم في الشراكات الثنائية.