تشهد المملكة المتحدة تحولًا جذريًا في مجال إدارة الهجرة مع إطلاق نظام التأشيرة الرقمية (eVisa)، الذي يأتي ليحل محل الوثائق الورقية التقليدية، ويُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في طريقة تعامل المقيمين والوافدين مع متطلباتهم القانونية. هذه الخطوة التي بدأ تنفيذها تدريجيًا منذ عام 2018، تمكّن ملايين الأشخاص اليوم من الاستفادة من التكنولوجيا لتبسيط الإجراءات وتعزيز أمن البيانات.
من الورقي إلى الرقمي
لطالما اعتمدت المملكة المتحدة على الملصقات الورقية أو ما يعرف بـ”الفيغنيت” لإثبات الوضع القانوني للمقيمين والزائرين. غير أن هذا النظام لم يعد يواكب متطلبات العصر الرقمي، خصوصًا مع التحديات المتعلقة بفقدان الوثائق أو التلاعب بها.برزت فكرة التأشيرة الرقمية كخيار أكثر أمانًا ومرونة، بحيث يتمكن حاملوها من الوصول إلى معلوماتهم فورًا عبر حساب إلكتروني، ومشاركتها بسهولة مع أصحاب العمل أو الهيئات الحكومية.
وفقًا لهيئة الهجرة البريطانية، فإن تغيير النظام إلى eVisa لا يؤثر على الوضع القانوني للأفراد أو على شروط إقامتهم، وإنما يقتصر على استبدال الوسائل التقليدية بآليات إلكترونية أكثر تطورًا.
آلية التطبيق
ابتداءً من 15 يوليو 2025، ستتوقف الجهات المختصة عن إصدار ملصقات التأشيرة لفئات معينة، مثل طلاب الجامعات والعمال القادمين إلى بريطانيا، حيث سيتعين على المتقدمين إنشاء حساب خاص عبر المنصة هيئة الهجرة للوصول إلى تأشيرتهم الرقمية قبل السفر.
أما في الحالات الأخرى، مثل تأشيرات التابعين أو الفئات غير المرتبطة بالعمل أو الدراسة، فستظل الملصقات الورقية سارية، خاصة عند الحاجة إلى تقديم البيانات البيومترية في مراكز طلب التأشيرات.
إضافة إلى ذلك، أصبح بإمكان فئات أوسع من المقيمين، مثل الأشخاص الذين جددوا إقامتهم دون وثائق هوية سارية أو الحاصلين على استمارة تثبيت التأشيرة، إنشاء حساباتهم الرقمية والاستفادة من النظام الجديد.
مزايا النظام الجديد
التحول الرقمي في إدارة الهجرة يحمل عدة مزايا عملية وواقعية:
- أمان أكبر: تقليل فرص التزوير أو فقدان المستندات.
- سهولة التحقق: يمكن للجهات الرسمية وأصحاب العمل التأكد من الوضع القانوني للمقيمين بشكل أسرع.
- مرونة للمقيمين: الوصول إلى التأشيرة في أي وقت ومن أي مكان عبر الحساب الإلكتروني.
- تقليل الأعباء الورقية: دعم رؤية حكومية شاملة للانتقال إلى الخدمات الرقمية.
- إجراءات أبسط للمستقبل: تسهيل تحديث البيانات وإدارة طلبات التمديد أو التجديد إلكترونيًا.
اقرأ أيضا:سافر إلى المجر مجانًا في 2025 – جميع التكاليف ممولة بالكامل
دعم للفئات الأكثر هشاشة
المصدر: هيئة التأشيرات والهجرة البريطانية (UKVI)
عن: gov.uk
رؤية مستقبلية
لا يقتصر مشروع التأشيرة الرقمية على مجرد استبدال الملصق الورقي بسجل إلكتروني، بل يعكس استراتيجية بريطانية أوسع تهدف إلى تحديث أنظمة الهجرة بما يتماشى مع التطور التكنولوجي العالمي. فإدارة شؤون الهجرة عبر بوابة رقمية موحدة سيجعل المملكة المتحدة أكثر استعدادًا للتعامل مع التحديات المستقبلية، سواء على مستوى الأمن أو على صعيد خدمة الأفراد.
الأسئلة الشائعة حول التأشيرة الرقمية البريطانية (eVisa)
1. ما هي التأشيرة الرقمية (eVisa)؟
هي سجل إلكتروني يثبت الوضع القانوني للشخص في المملكة المتحدة، ويحل محل الملصق الورقي أو البطاقة البلاستيكية التقليدية.
2. هل يؤثر الانتقال إلى eVisa على وضعي القانوني كمقيم؟
لا. الانتقال إلى النظام الرقمي لا يغير أيًا من شروط الإقامة أو الحقوق القانونية الخاصة بك.
3. متى يبدأ تطبيق النظام الجديد بشكل رسمي؟
ابتداءً من 15 يوليو 2025، سيتم تطبيق ذلك على فئات معينة، مثل تأشيرات العمل والدراسة.
4. هل سيتوقف العمل نهائيًا بالملصقات الورقية؟
ليس بشكل كامل. بعض الفئات، مثل تأشيرات التابعين أو الحالات التي تستلزم بيانات بيومترية، ستظل تستخدم الملصقات مؤقتًا.
5. كيف يمكنني الوصول إلى تأشيرتي الرقمية؟
عبر إنشاء حساب إلكتروني لدى هيئة الهجرة البريطانية، حيث يمكنك تسجيل الدخول والاطلاع على تفاصيل تأشيرتك.
6. ماذا أفعل إذا لم تكن لدي هوية سارية؟
يمكنك رغم ذلك إنشاء حساب والوصول إلى تأشيرتك الإلكترونية، خصوصًا إذا كنت قد جددت إقامتك مؤخرًا أو تملك وثيقة تثبيت الوضع القانوني.
7. ماذا عن الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع النظام الرقمي؟
خصصت الحكومة تمويلًا لدعم منظمات محلية تقدم المساعدة التقنية والإدارية لهذه الفئات خلال مرحلة الانتقال.
بهذا التحول، تؤكد بريطانيا عزمها على جعل أنظمة الهجرة أكثر أمانًا ومرونة، بما يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي، مع ضمان العدالة والشمولية لجميع الفئات المستفيدة.