في إطار خطوات جديدة تهدف إلى تقليص أعداد المهاجرين داخل البلد، أعلنت السويد عن تخصيص دعم مالي كبير للمهاجرين الذين يرغبون في العودة الطوعية إلى أوطانهم. يأتي هذا القرار في سياق سياسة الحكومة التي تهدف إلى تقليل الهجرة المتزايدة التي شهدتها البلاد بعد أزمة اللجوء في عام 2015. فما هي دلالة هذه المنحة؟ وما تأثيرها على المهاجرين في السويد؟ سنستعرض هذه الموضوعات بالتفصيل في هذا المقال.
اضعط هنا للانضمام إلي جروب تليجرام السفر
خلفية تاريخية لأزمة الهجرة في السويد
عانت السويد من ارتفاع ملحوظ في أعداد طالبي اللجوء عام 2015، حيث بلغ هذا الارتفاع قمته نتيجة للأزمات السياسية والاقتصادية التي عصفت بعدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا. ومنذ ذلك الحين، تعمل الحكومة على استعادة توازن النظام الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
سياسات الحكومة السويدية في مجال تقليل الهجرة
تعمل السويد، منذ اعتلاء الحكومة اليمينية الوسطى للسلطة، على تقليص أعداد المهاجرين وتعزيز فكرة العودة الطوعية إلى دولهم الأصلية. تم الإعلان عن جملة من المبادرات لمواجهة هذه الظاهرة، إلا أن ما يميز هذه الخطوة الجديدة هو التقديم المالي الجاذب الذي تمنحه الحكومة.
تفاصيل الدعم المالي الجديد
أعلنت الحكومة السويدية، بالتعاون مع حزب الديمقراطيين السويديين اليميني المتطرف، عن توفير مبلغ يبلغ حتى 350 ألف كرونة سويدية (ما يعادل تقريباً 34 ألف دولار أمريكي) لكل مهاجر يختار العودة التطوعية إلى بلده الأصلي قبل عام 2026. وتُعتبر هذه المنحة زيادة ملحوظة عن المنحة السابقة التي كانت تقدر بـ10 آلاف كرونة فقط.
أهداف المنحة
تسعى الحكومة السويدية من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق ما يلي:
- تقليص أعداد المهاجرين: إن تشجيع المهاجرين على العودة إلى بلادهم سيساهم في تخفيف الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
- تحسين الأوضاع داخل البلاد: تمثل المنحة جزءًا من السياسات التي تهدف إلى تقليل آثار الهجرة الواسعة التي شهدتها السويد منذ عام 2015.
شروط الحصول على المنحة
يمكن للمهاجرين الذين يختارون العودة إلى دولهم الأصلية الاستفادة من هذه المنحة بشرط تقديم طلب رسمي يثبت رغبتهم في العودة بشكل دائم. علاوة على ذلك، سيتم تغطية جميع تكاليف السفر بالكامل.
اقرأ أيضا :شارك كمتطوع مجانًا في سلوفاكيا لعام 2024 وابدأ استكشاف أوروبا في هذه اللحظة!
مقارنة بالنظام الدنماركي
تشير السلطات السويدية إلى أن هذا البرنامج مستلهم من النموذج الدنماركي الذي تم تطبيقه في عام 2010. ومن الواضح أن السويد تسير على نفس الخطى التي اتبعتها الدنمارك، التي حققت نجاحاً ملحوظاً في إعادة المهاجرين إلى أوطانهم عبر تقديم حوافز مالية.
الاختلافات بين النظامين
- المبلغ المخصص للمنحة: في الوقت الذي كانت فيه الدنمارك تقدم مبالغ مالية متقاربة، يتضمن النظام السويدي رفعاً أكبر لقيمة المنحة من أجل تحفيز عدد أكبر من المهاجرين على العودة.
- المدة الزمنية: من المتوقع أن يستمر النظام السويدي الجديد حتى عام 2026، مع إجراء تقييم دوري لمدى فعاليته.
تأثير القرار على المهاجرين
من المتوقع أن يحدث هذا القرار ردود أفعال متباينة لدى المهاجرين. في حين قد يجد البعض أن العودة إلى بلدانهم الأصلية تمثل فرصة مغرية، إلا أن آخرين قد يعتقدون أن الحياة في السويد توفر لهم فرصاً أكثر جاذبية، خصوصاً من ناحية العمل والتعليم والرعاية الصحية.
إيجابيات المنحة للمهاجرين
- دعم مالي كبير: المبلغ المقدم سيعزز قدرة العديد من المهاجرين على إعادة تأسيس حياتهم في بلدانهم الأم.
- تغطية تكاليف السفر: إضافة إلى المنحة، تولي الحكومة السويدية تغطية جميع تكاليف السفر، مما يسهل اتخاذ قرار العودة للمهاجرين.
التحديات المرتبطة بالعودة إلى الوطن
- الحالة الاقتصادية في عدة دول: قد يشعر بعض المهاجرين بالقلق حيال العودة إلى أوطانهم، حيث تبقى الظروف الاقتصادية والسياسية غير مستقرة.
- إعادة التكيف: العودة إلى الوطن قد تتطلب عملية تكيف جديدة مع الظروف المحلية، وهو ما يمكن أن يمثّل تحدياً للبعض.
ردود أفعال المنظمات الحقوقية
أعربت العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية عن قلقها إزاء هذه السياسات، حيث رأت أنها قد تُشكل ضغوطاً غير مباشرة على المهاجرين للعودة، وخاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة في بلدانهم الأصلية.
القلق من التمييز
بعض النقاد يعتبرون أن مثل هذه السياسات قد تعزز شعور التمييز والعنصرية تجاه المهاجرين في المجتمع السويدي، لا سيما مع الدعم الذي يقدمه حزب يميني متطرف لهذه الإجراءات.
المصدر
تم الحصول على المعلومات من وكالة بلومبرغ للأنباء. أعلنت الحكومة السويدية عن تقديم دعم مالي للمهاجرين يصل إلى 34 ألف دولار كحافز للعودة الطوعية. من المقرر أن يبدأ هذا البرنامج في عام 2026. الهدف هو تقليل أعداد المهاجرين وتحفيز العودة الطوعية.
خاتمة
يمثل تقديم الحكومة السويدية منحة مالية بمقدار 34 ألف دولار للمهاجرين الراغبين في العودة إلى دولهم جزءاً من رؤيتها الاستراتيجية للحد من تدفق المهاجرين وتعزيز الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. ولكن يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه المبادرة ستقنع عددًا أكبر من المهاجرين بالعودة، أم أن الأزمات الاقتصادية والسياسية في أوطانهم ستجعلهم يختارون البقاء في السويد؟
اقرأ أيضا :الهجرة العشوائية DV: فرصتك للهجرة إلى الولايات المتحدة
1. ما هي قيمة الدعم المالي المقدم من قبل السويد للمهاجرين؟
تقدم السويد دعماً مالياً يصل إلى 350 ألف كرونة سويدية (ما يعادل حوالي 34 ألف دولار أمريكي) لكل مهاجر يختار العودة طواعية إلى وطنه.
2. هل تتحمل السويد نفقات السفر للمهاجرين؟
نعم، بجانب الدعم المالي، تتحمل الحكومة السويدية جميع نفقات السفر للمهاجرين الذين يختارون العودة طواعية.
3. متى سيبدأ العمل بهذا البرنامج؟
سيتم تفعيل هذا البرنامج الجديد اعتباراً من عام 2026.
4. ما هي المتطلبات اللازمة للحصول على الدعم المالي؟
للحصول على هذا الدعم، يتوجب تقديم طلب رسمي يوضح رغبة المهاجر في العودة إلى بلده الأصلي بصورة دائمة.