في غضون أقل من أسبوعين، نفذت السلطات الفرنسية مجموعة من عمليات الإخلاء في العاصمة باريس، مستهدفةً المخيمات العشوائية التي ينشئها المهاجرون، وذلك ضمن سياسة تهدف إلى “منع إقامة مخيمات دائمة”. ومع ذلك، تواجه هذه السياسة انتقادات شديدة من قبل المنظمات الإنسانية التي تعتبرها “غير فعالة” ولا تسهم في إيجاد حلول مستدامة لمشكلات المهاجرين.
اقرأ أيضا : فرصة التطوع لعام 2025: إسبانيا تقدم إمكانية التطوع مع مكافأة شهرية
إزالة مخيمات اللاجئين على ضفاف نهر السين
في 26 مارس، قامت الشرطة بتنفيذ عملية إخلاء لمخيم غير قانوني بين جسر ماري وجسر لويس فيليب. بدأت العملية في الساعة 6:30 صباحًا، حيث دخل عناصر الشرطة إلى المنطقة وطلبوا من المهاجرين مغادرتها. تمت العملية بسلاسة ودون أي مصادمات، بينما تولت بعض الجمعيات استعادة الخيام المستخدمة من قِبل المهاجرين.
هيلين جولوت، ممثلة منظمة “أطباء العالم”، أكدت أن عملية الإخلاء تمت بشكل منظم. ومن ناحية أخرى، أشار يان مانزي، من جمعية “يوتوبيا 56″، إلى أن معظم المهاجرين لم يحصلوا على أي بديل للسكن بعد تفكيك المخيم.
لماذا يمتنع المهاجرون عن الانتقال إلى مراكز الإيواء؟
خلال عملية الإخلاء، تم عرض خيار الانتقال إلى مراكز الإيواء، إلا أن العديد من المهاجرين اختاروا عدم القيام بذلك للأسباب التالية:
- القلق من الترحيل: يخشى بعض المهاجرين غير النظاميين أن يؤدي تسجيلهم في مراكز الإيواء إلى كشف وضعهم القانوني وبالتالي ترحيلهم.
- ظروف غير ملائمة: يعبر العديد من المهاجرين عن استيائهم من الازدحام في مراكز الإيواء وسوء الأوضاع المعيشية فيها.
- القيود القاسية: تفرض بعض المراكز قيودًا تمنع السكان من مغادرتها في أوقات محددة، مما يحد من حرية التنقل.
- الرغبة في الاستقرار في باريس: يختار بعض القاصرين واللاجئين البقاء في المدينة لتيسير إجراءاتهم القانونية أو للبحث عن فرص عمل.
إخلاء مخيم “Gaîté Lyrique” والاشتباكات مع قوات الشرطة
في 18 مارس، نفذت السلطات الفرنسية عملية إخلاء لمبنى “Gaîté Lyrique”، الذي كان يضم أكثر من 400 مهاجر يسعون للحصول على مأوى دائم. عقب الإخلاء، انتقل العديد منهم إلى ضفاف نهر السين حيث أقاموا مخيماً جديداً.
استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع خلال عملية التفكيك هذه المرة، مما أدى إلى انتقادات قوية من الجمعيات الإنسانية التي سعت لحماية المهاجرين.
سياسة “غياب نقاط التثبيت”
تتبع الحكومة الفرنسية استراتيجية تُعرف باسم “غياب نقاط التثبيت”، وتهدف إلى:
- حظر إقامة معسكرات دائمة للمهاجرين.
- تنفيذ عمليات تفكيك فورية عند حدوث تجمعات جديدة.
- تجنب إنشاء “نقاط ساخنة” للهجرة في العاصمة.
لم توفر هذه السياسة خيارات بديلة، مما يضطر المهاجرين إلى إعادة إنشاء المخيمات بعد كل عملية إخلاء.
المصدر: موقع euronews
موقف المنظمات الإنسانية والأحكام القضائية
سعت المنظمات الحقوقية إلى إيقاف عمليات الإخلاء عبر رفع دعوى قضائية، إلا أن المحكمة رفضت هذا الطلب موضحة المخاطر الصحية التي تنجم عن هذه المخيمات. على الرغم من ذلك، تبرز هذه المنظمات أهمية:
- عمليات الإخلاء لا تعالج القضية مطلقًا، بل تساهم في إعادة ظهورها في مواقع جديدة.
- من الضروري تبني حلول مستدامة، مثل إنشاء مساكن اجتماعية للاجئين.
- تعتمد سياسة الحكومة على تغطية الأزمة بدلًا من التصدي لها بشكل فعلي.
اقرأ أيضا : الدراسة في أستراليا في عام 2025: منحة دراسية كاملة التمويل من جامعة ديكين
الأسئلة المتداولة حول إزالة مخيمات المهاجرين في باريس
لماذا تقوم الجهات المختصة بإزالة المخيمات بشكل متكرر؟
السبب المُعلن هو المخاوف المتعلقة بالصحة والسلامة، لكن المنظمات الإنسانية تعتقد أن الحكومة تسعى لتجنب مواجهة الأزمة بدلاً من إيجاد حلول لها.
ماذا يحدث للمهاجرين بعد عملية الإخلاء؟
يعود العديد منهم إلى إقامة مخيمات جديدة في مواقع أخرى، بينما يضطر البعض الآخر للنوم في الشوارع.
هل تقدم الحكومة خيارات سكنية بديلة؟
يتم نقل بعض المهاجرين إلى مراكز إيواء مؤقتة، إلا أن العديد منهم يرفضون ذلك بسبب الظروف غير الملائمة والخوف من الترحيل.
ما الاقتراحات التي تقدمها الجمعيات؟
تطالب المنظمات بتوفير سكن دائم للمهاجرين بدلاً من طردهم بشكل متكرر.
هل سيكون لهذه السياسة تأثير على عدد المهاجرين في باريس؟
لا، حيث يعود المهاجرون بعد كل عملية طرد، مما يجعل عمليات الإخلاء المتكررة غير فعالة.