شهدت منطقة “بيرينيه أتلانتيك” التي تقع على الحدود بين فرنسا وإسبانيا، في بداية عام 2025، تحولها إلى نقطة عبور رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين نحو فرنسا، وفقًا لما أعلنه المحافظ جان ماري جيرييه. على الرغم من تعزيز الضوابط والإجراءات الأمنية، إلا أن هذه المنطقة ما زالت تعاني من زيادة ملحوظة في تدفق المهاجرين.
اقرأ أيضا : فرصة التطوع في ليختنشتاين لعام 2025: برنامج تطوعي أوروبي مدعوم بالكامل
الوضع على الحدود بين إسبانيا وفرنسا
أصبحت الحدود الفاصلة بينهما، التي كانت في الماضي مجرد مسار لعبور الأفراد، نقطة توتر بارزة، حيث تسعى السلطات الفرنسية إلى تقليل تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من إسبانيا، وخصوصاً من منطقة الباسك.
دور منطقة “بيرينيه أتلانتيك” في قضية الهجرة
في يناير 2025، تم توقيف 692 مهاجراً في هذه المنطقة. يُعتبر هذا الرقم زيادة كبيرة مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق، حيث ارتفعت النسبة إلى خمسة أضعاف. وهذا يؤكد تحول المنطقة إلى نقطة دخول رئيسية إلى فرنسا بطرق غير قانونية.
جزر الكناري: بوابة إلى أوروبا
تُعتبر جزر الكناري الإسبانية، التي تقع في المحيط الأطلسي، في عام 2024 نقطة انطلاق رئيسية لآلاف المهاجرين القادمين من دول غرب أفريقيا، لاسيما من السنغال ومالي. ومن هذه الجزر، يتجهون إلى مدريد، ثم يسيرون شمالاً نحو الحدود الفرنسية.
الوصول إلى مدينة إيرون في إسبانيا
تعتبر مدينة إيرون في إقليم الباسك نقطة عبور رئيسية. يتوجه المهاجرون إلى ساحة محطة الحافلات تقريباً كل ليلة، حيث يرتدون معاطف حمراء تم توفيرها من قبل الصليب الأحمر في جزر الكناري.
دعم الصليب الأحمر للمهاجرين الجدد
يتولى متطوعو جمعية “باسك إيرونجو هاريرا ساريا” استقبال المهاجرين بشكل يومي وتوجيههم إلى مأوى مؤقت تشرف عليه منظمة الصليب الأحمر، حيث يمكنهم الإقامة لمدة ثلاثة أيام فقط، وبعد ذلك يجب عليهم مغادرة المكان.
هدف المهاجرين: الوصول إلى فرنسا بأي وسيلة
على الرغم من قصر فترة الإقامة، إلا أن معظم المهاجرين لا يخططون للبقاء في إسبانيا. غايتهم النهائية هي فرنسا. يوضح أمادو، الشاب المالي الذي يبلغ من العمر 18 عاماً، “سأرحل غداً لألتقي بأخي في ليون”.
رحلة أمادو من مالي إلى ليون
يُعد أمادو نموذجاً لمئات المهاجرين الذين يعتبرون إسبانيا محطة مؤقتة في مسيرتهم نحو فرنسا، حيث توجد أسرهم أو إمكانيات العمل المحتملة. الطريق طويل ومحفوف بالمخاطر، لكنه لا يمنعهم من الاستمرار في السعي.
ما هو الوضع الفعلي على الحدود؟
تعد عملية العبور أمراً صعباً للغاية. تتواجد دوريات الشرطة الفرنسية بكثافة، وقد زادت إجراءات التفتيش بعد إعادة فرض الضوابط الحدودية الداخلية. ورغم كل محاولة غير ناجحة، يعود المهاجرون لمعاودة المحاولة.
جهود جديدة للشرطة الفرنسية في مواجهة الهجرة
في سعيها للتصدي لهذه القضية، قامت الحكومة الفرنسية في نهاية شهر مارس بإطلاق “قوة الحدود”، وهي وحدة أمنية متخصصة تم تجربتها سابقاً على الحدود الإيطالية. وقد أسفرت هذه الجهود عن اعتقال أكثر من 220 مهاجراً في غضون يومين فقط.
“قوة الحدود”: ما هي؟ وكيف تؤدي مهامها؟
تتولى هذه القوة إجراء عمليات تفتيش غير معلنة، وخاصة في محطات الحافلات والقطارات، وتساهم في منع المهاجرين من دخول الأراضي الفرنسية. تعتبر هذه التدابير جزءاً من “استراتيجية صارمة” أطلقتها وزارة الداخلية الفرنسية.
ردود فعل المنظمات الحقوقية
ومع ذلك، لم تسلم هذه التدابير من الانتقادات. فقد أدانت عدة منظمات مثل منظمة العفو الدولية ما اعتبرته “عمليات صد غير قانونية” و”معايير تمييزية”، مشيرة إلى أن فرنسا تخالف حقوق الإنسان عند حدودها.
الانتهاكات والتحديات الإنسانية في المناطق الحدودية
تشير التقارير إلى حدوث عمليات طرد سريعة تفتقر إلى المراجعة القانونية، مما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي. بالإضافة إلى ذلك، يعاني المهاجرون من حالة من القلق المستمر، خاصة في ظل عدم توفر أماكن إقامة دائمة أو دعم نفسي.
مخاطر عبور نهر بيداسوا
يعتبر نهر بيداسوا، الذي يشكل الحدود الطبيعية بين الدولتين، منطقة خطرة تشهد محاولات عبور قد تكون مميتة. خلال عامي 2021 و2022، توفي عشرة مهاجرين غرقاً أو تحت عجلات السيارات أثناء محاولتهم تجاوز النهر.
موقف الحكومة الفرنسية تجاه الهجرة غير الشرعية
أوضح وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو أن “فرنسا ليست مجرد نقطة عبور”، مشيراً إلى أن البلاد ستحافظ على تنفيذ ضوابطها الداخلية وستعمل على تعزيزها من خلال إنشاء وحدة استخبارات متخصصة لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
مستقبل السياسات المتعلقة بالحدود بين فرنسا وإسبانيا
مع استمرار هذه الأزمة، يُتوقع حدوث زيادة في الإجراءات الأمنية والتشريعية. ومع ذلك، تظل الحدود نقطة ضعف يصعب السيطرة عليها بشكل كامل، خصوصاً في ظل الدعم الشعبي والإنساني الذي تقدمه الجمعيات.
خاتمة: ما هي الاتجاهات المستقبلية للأوضاع؟
يشير الوضع على الحدود بين إسبانيا وفرنسا إلى أزمة هجرة معقدة، تتداخل فيها الرغبة الإنسانية مع الأساليب الأمنية المتبعة. بينما يسعى المهاجرون لتحقيق آمالهم في أوروبا، تواجه الحكومات ضرورة اتخاذ تدابير أشد صرامة، مما يثير نقاشاً واسعاً حول حقوق الإنسان وموضوع الهجرة المستدامة.
اقرأ أيضا : الدراسة في هولندا: منح دراسية مدعومة من جامعة توينتي
مصدر الخبر: المهاجر نيوز
الأسئلة المتكررة
1. لماذا تعتبر منطقة “بيرينيه أتلانتيك” نقطة انطلاق للهجرة؟
تتميز بموقعها على الحدود بين فرنسا وإسبانيا، مما يجعلها الأقرب للمهاجرين القادمين من الجنوب الإسباني، وخاصة من منطقة الباسك.
2. ما هي وظيفة جزر الكناري في رحلة الهجرة؟
تمثل نقطة وصول أولية للمهاجرين القادمين من أفريقيا عبر البحر، ومن هناك يتجهون إلى إسبانيا القارية، ثم يتابعون نحو فرنسا.
3. ما المقصود بـ “قوة الحدود” الفرنسية؟
تُعتبر “قوة الحدود” وحدة أمنية حديثة تهدف إلى مراقبة ومنع دخول المهاجرين غير الشرعيين، من خلال تنفيذ دوريات وتفتيشات مفاجئة.
4. هل يستطيع المهاجرون التمتع بالبقاء في فرنسا بعد وصولهم إليها؟
عادةً ما يتم احتجازهم وإعادتهم إلى إسبانيا، خاصةً في حال عدم وجود طلب لجوء معتمد أو مستندات رسمية.
5. ما هي أشد الطرق خطرًا التي يستخدمها المهاجرون لعبور الحدود؟
تشمل وسائل العبور المتهورة عبور نهر بيداسوا أو السير على مسارات السكك الحديدية، مما قد ينتج عنه أحيانًا إصابات أو حتى وفيات.