في خطوة تُجسّد عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين المملكة المغربية و جمهورية مصر العربية ، أعلنت سفارة جمهورية مصر العربية بالرباط عن اعتماد إجراءات جديدة لتسهيل دخول المواطنين المغاربة إلى الأراضي المصرية دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرة مسبقة.القرار الذي دخل حيّز التنفيذ مؤخراً يُعدّ نقلة نوعية في سياسة الانفتاح المصرية تجاه المغرب، ويهدف إلى تعزيز التعاون السياحي والاقتصادي بين البلدين الشقيقين.
مضمون القرار الجديد
بحسب البيان الرسمي الصادر عن السفارة المصرية في الرباط، فقد أصبح بإمكان المواطنين المغاربة الذين يحملون إقامات سارية أو تأشيرات مستخدمة مسبقاً في عدد من الدول المتقدمة دخول مصر والحصول على تأشيرة عند الوصول إلى أحد الموانئ أو المطارات المصرية، دون الحاجة إلى تقديم طلب مسبق لدى القنصليات أو المكاتب المعتمدة.
وتشمل هذه الدول منطقة شنغن الأوروبية، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، اليابان، والمملكة المتحدة. ويأتي هذا الإجراء تماشياً مع توجه الحكومة المصرية نحو تشجيع حركة السياحة الدولية وتبسيط إجراءات الدخول للزوار من الدول الصديقة.
كما شمل القرار المواطنين المغاربة المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، البحرين، وعُمان)، بشرط أن تكون لديهم إقامة سارية وعودة صالحة، مما يمكّنهم من دخول الأراضي المصرية مباشرة من منافذ الوصول الرسمية، دون أي متطلبات مسبقة تتعلق بالتأشيرة.
تعزيز العلاقات الثنائية وتشجيع السياحة
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود مصر المستمرة لتعزيز انفتاحها على الأسواق السياحية العربية، خاصة من دول المغرب العربي، وحرصها على تقوية أواصر التعاون مع المغرب في مختلف المجالات. فالعلاقات المغربية–المصرية تمتد لعقود طويلة من التعاون الثقافي والاقتصادي، وتُعدّ من أبرز العلاقات الثنائية في العالم العربي التي تجمع بين بلدين يتقاسمان تاريخاً حضارياً مشتركاً وموقعاً استراتيجياً مؤثراً.
ومن المتوقع أن يُسهم هذا القرار في رفع أعداد الزوار المغاربة إلى مصر بشكل ملحوظ خلال الأشهر المقبلة، بالنظر إلى تنوع المقاصد السياحية المصرية التي تجمع بين الآثار التاريخية العريقة مثل الأهرامات والمعابد الفرعونية، والمواقع الثقافية في القاهرة والإسكندرية، والمنتجعات الشاطئية الشهيرة في شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم.
كما يُنتظر أن يُحفّز هذا القرار المستثمرين المغاربة الراغبين في استكشاف فرص التعاون التجاري أو السياحي في مصر، حيث تُعتبر البلاد وجهة واعدة في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والخدمات، والصناعات الإبداعية.
خطوة نحو تسهيل الحركة الإقليمية
تندرج هذه المبادرة ضمن سياسة مصر الهادفة إلى تسهيل حركة الأفراد ورجال الأعمال والسياح من الدول العربية والأفريقية، وتعزيز اندماجها في منظومة التعاون الإقليمي.وقد شهدت السنوات الأخيرة إطلاق سلسلة من الإجراءات المشابهة التي تستهدف دعم التعاون مع الدول العربية والأفريقية عبر تخفيف القيود البيروقراطية وتبسيط نظام التأشيرات، بما يواكب التطورات الاقتصادية والسياحية في المنطقة.
ويُتوقع أن تنعكس هذه السياسة الجديدة إيجاباً على القطاع السياحي المصري، الذي يُعدّ أحد ركائز الاقتصاد الوطني، إذ يشكّل قطاع السياحة أكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، ويوفّر ملايين فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. كما ستتيح هذه التسهيلات للمواطنين المغاربة فرصاً أكبر لاستكشاف مصر كمقصد سياحي وثقافي وتعليمي، حيث تضم البلاد عدداً كبيراً من الجامعات والمعاهد التي تستقبل سنوياً آلاف الطلبة العرب.
المصدر: سفارة جمهورية مصر العربية بالرباط
الجانب الإنساني والثقافي للقرار
لا يقتصر أثر القرار على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد إلى تعزيز التواصل الإنساني والثقافي بين الشعبين المغربي والمصري.فقد ظلّت القاهرة على مدى عقود وجهة مفضّلة للمغاربة الباحثين عن الثقافة والفن والتعليم، فيما تستقبل المدن المغربية عدداً من الطلبة والفنانين المصريين الذين يسهمون في مدّ جسور التواصل الثقافي بين البلدين.وباعتماد هذه التسهيلات الجديدة، سيجد المواطن المغربي فرصة أسهل وأسرع لزيارة مصر، سواء بغرض السياحة أو المشاركة في فعاليات ثقافية أو فنية أو أكاديمية.
اقرأ أيضا: تأشيرة K-STAR في كوريا الجنوبية: بوابة جديدة لاستقطاب العقول المتميزة في مجالات العلوم والتكنولوجيا
الأسئلة الشائعة حول القرار الجديد
1. من هم المواطنون المغاربة المؤهلون لدخول مصر دون تأشيرة مسبقة؟
يُسمح بالدخول للمغاربة الذين يمتلكون تأشيرات مستخدمة مسبقاً أو إقامات سارية في دول منطقة شنغن، أو في الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، اليابان، أو المملكة المتحدة.
2. هل يحتاج المغاربة المقيمون في دول الخليج إلى تأشيرة مسبقة؟
لا، يمكنهم الدخول مباشرة إلى مصر دون تأشيرة مسبقة بشرط امتلاكهم إقامة وعودة ساريتين في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي.
3. أين يمكن الحصول على التأشيرة عند الوصول؟
يتم منح التأشيرة في المطارات والموانئ المصرية الرسمية مثل مطار القاهرة الدولي أو مطار شرم الشيخ، مقابل رسوم رمزية.
4. هل يشمل القرار جميع أنواع السفر؟
القرار مخصص أساساً للزيارات السياحية أو القصيرة الأجل، أما الأغراض الدراسية أو المهنية فتتطلب تنسيقاً مسبقاً مع السلطات المصرية.
5. ما الهدف من هذا القرار؟
الهدف هو تعزيز العلاقات بين مصر والمغرب، وتنشيط السياحة المتبادلة والاستثمار، وتسهيل حركة السفر بما يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين.
بهذا القرار الجديد، تفتح مصر أبوابها على مصراعيها أمام الأشقاء المغاربة، لتُعيد تأكيد مكانتها كوجهة عربية مرحّبة بالزوار، وكمحور للتواصل الحضاري والثقافي بين شعوب المنطقة. إنها خطوة تحمل دلالات كبيرة على متانة العلاقات بين القاهرة والرباط، وتُجسّد روح الأخوّة التي تجمع الشعبين الشقيقين.