في خطوة تعتبر تحولًا تاريخيًا في سياسات السفر والهجرة الأوروبية، وافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين على اعتماد نظام رقمي جديد لتقديم طلبات تأشيرة شنغن إلكترونيًا بالكامل. يهدف هذا القرار إلى تبسيط الإجراءات للمسافرين من مختلف أنحاء العالم، وتقليل التعامل الورقي الذي كان يُثقل كاهل طالبي التأشيرات وقنصليات الدول الأوروبية على حد سواء.
ثورة رقمية في نظام التأشيرات
النظام الجديد، الذي سيُطبق بعد ثلاثة أسابيع من نشر القرار رسميًا في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، سيتيح للمتقدمين تقديم طلباتهم إلكترونيًا دون الحاجة إلى زيارة القنصليات أو مكاتب الخدمات. وبذلك، ينتقل الاتحاد الأوروبي خطوة حاسمة نحو التحول الرقمي الشامل الذي تتبناه مؤسساته في مجالات متعددة، بما في ذلك الأمن والهجرة والخدمات العامة.
ووفقًا لتصريحات وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، الذي تتولى بلاده حاليًا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، فإن هذا النظام الجديد “سيجعل عملية تقديم الطلبات أكثر سهولة وسرعة، ويعزز كفاءة معالجة البيانات ويحسن تجربة المستخدمين”. كما أشار إلى أن الهدف الأساسي هو تحقيق توازن بين تسهيل السفر وتعزيز الأمن عبر الحدود الأوروبية.
آلية التقديم الجديدة
في ظل النظام الرقمي الجديد، سيتمكن المتقدمون من إنشاء حساب خاص على منصة التأشيرات الأوروبية الموحدة، ثم رفع نسخ رقمية من جوازات السفر والوثائق المطلوبة، إلى جانب إدخال البيانات البيومترية إلكترونيًا ودفع الرسوم عبر الإنترنت.
بعد دراسة الطلب من قبل السلطات المختصة، سيتلقى المتقدم رمزًا شريطيًا (QR code) موقّعًا رقميًا يمكن تحميله على الهاتف المحمول أو طباعته. هذا الرمز سيحل محل ملصق التأشيرة التقليدي الذي كان يُوضع سابقًا على جوازات السفر، مما يجعل السفر إلى منطقة شنغن أكثر مرونة وسرعة.
الدول المشمولة بالنظام
التكامل مع أنظمة السفر الأوروبية الأخرى
لا يأتي النظام الرقمي الجديد بمعزل عن باقي إصلاحات الاتحاد الأوروبي في مجال السفر. فالمسافرون القادمون من أكثر من 60 دولة يتمتعون بإعفاء من تأشيرة شنغن للزيارات القصيرة، إلا أنهم سيحتاجون قريبًا إلى التسجيل في نظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي (ETIAS)، وهو نظام إلكتروني مشابه لنظام ESTA الأمريكي، يهدف إلى التحقق المسبق من بيانات المسافرين قبل دخولهم الأراضي الأوروبية.
إلى جانب ذلك، سيُفعَّل نظام الدخول والخروج الأوروبي (EES)، الذي يسجل بيانات دخول وخروج جميع الزوار، بما في ذلك بصماتهم وصورهم البيومترية. يهدف هذا النظام إلى منع تجاوز فترات الإقامة المسموح بها وتعزيز الأمن عبر تتبع تحركات الزوار بشكل أدق وأكثر شفافية.
المصدر: espanaenarabe
مزايا النظام الجديد
من أبرز فوائد النظام الرقمي الجديد لتأشيرات شنغن:
- توفير الوقت والجهد للمسافرين عبر الاستغناء عن المواعيد القنصلية.
- تقليل الأخطاء الورقية والإدارية الناتجة عن التعامل اليدوي بالملفات.
- رفع مستوى الأمان بفضل التحقق الرقمي من الوثائق والبيانات البيومترية.
- توحيد الإجراءات بين دول منطقة شنغن، مما يحد من التفاوت في متطلبات التأشيرة.
- تعزيز حماية البيئة من خلال تقليل الاعتماد على الورق والطباعة.
التحديات المحتملة
نحو مستقبل رقمي للسفر الأوروبي
يمثل اعتماد التأشيرات الرقمية خطوة إضافية ضمن الاستراتيجية الأوروبية لتحديث أنظمة الهجرة والسفر، بما يعكس توجه القارة نحو التكامل التكنولوجي والأمن الذكي. ومن المنتظر أن تُحدث هذه الخطوة تحولًا جذريًا في تجربة السفر إلى أوروبا، لتصبح العملية أكثر شفافية وكفاءة من أي وقت مضى.
اقرأ أيضا: رحلة مجانية إلى إسبانيا للمشاركة في منتدى الشباب العالمي 2026 الذي سيعقد في مدريد
الأسئلة الشائعة حول نظام التأشيرات الرقمية الجديد
1. متى سيبدأ تطبيق النظام الجديد؟
سيُنفّذ النظام بعد ثلاثة أسابيع من نشر القرار رسميًا في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.
2. هل سيحتاج المتقدمون إلى زيارة القنصلية؟
في الغالب لا، فالنظام الجديد يسمح بالتقديم الإلكتروني الكامل. لكن في بعض الحالات، قد يُطلب من المتقدمين الجدد تقديم بياناتهم البيومترية لأول مرة في مركز معتمد.
3. هل سيظل ملصق التأشيرة يُستخدم؟
سيُستبدل ملصق التأشيرة التقليدي برمز رقمي موقّع يمكن حفظه على الهاتف أو طباعته.
4. ما الفرق بين نظام التأشيرات الرقمي وETIAS؟
نظام التأشيرات مخصص لمن يحتاجون فعليًا إلى تأشيرة دخول، بينما ETIAS موجه لمواطني الدول المعفاة من التأشيرة لكنه يفرض تصريح سفر إلكتروني قبل دخول منطقة شنغن.
5. هل يشمل النظام جميع دول الاتحاد الأوروبي؟
يشمل النظام 23 دولة من الاتحاد الأوروبي إضافة إلى سويسرا والنرويج وآيسلندا وليختنشتاين.