وقعت منظمة “فرنسا أرض اللجوء” على عاتقها منذ يونيو 2022 مهمة تقييم أعمار الشباب المهاجرين في باريس، وذلك للتأكد مما إذا كانوا يُعتبرون قاصرين أم لا. يعتبر هذا التقييم خطوة حيوية لضمان حقوق هؤلاء الشباب وحمايتهم القانونية. وقد أطلقت المنظمة برنامجًا خاصًا يعرف باسم “استقبال القاصرين غير المصحوبين بذويهم” (AMNA)، والذي يهدف إلى تحديد الحاجة إلى حماية خاصة لهؤلاء الشباب كقاصرين. في عام 2024، قامت المنظمة بتقييم حوالي 12 ألف شاب، ومعظمهم من دول غينيا وكوت ديفوار ومالي.
كيف يتم تقييم أعمار القاصرين في باريس؟
في البداية، لا يتم تقييم عمر القاصرين عند وصولهم بشكل مباشر. بل يخضعون أولاً لعملية تُعرف بـ “مرحلة ما قبل الاستقبال”، حيث تُسجل هويتهم ويتم فحص حالتهم الصحية. خلال هذه المرحلة، يعمل فريق من الممرضات والأخصائيين النفسيين على تقديم الرعاية المطلوبة. وإذا دعت الحاجة، يتم إحالتهم إلى العيادات أو الأطباء النفسيين.
اقرأ أيضا : فرصة السفر إلى السويد في عام 2025 مع إمكانية الحصول على إقامة مجانية وتذاكر طيران
تُعقد المقابلة المخصصة لتقييم العمر بعد انقضاء خمسة أيام من وصول الشاب. خلال هذه المقابلة، يتم جمع معلومات دقيقة حول خلفيته الأسرية والتعليمية، بالإضافة إلى تقييم حالته النفسية والجسدية. الغرض من هذه المقابلة هو جمع كافة الأدلة الضرورية لتحديد ما إذا كان الشاب يعتبر قاصرًا أم لا.
هل يتم إيواء جميع القاصرين بشكل تلقائي خلال فترة التقييم؟
نعم، جميع الشباب الذين يصلون إلى “AMNA” يتم استقبالهم بشكل تلقائي. توجد مراكز إيواء في عدة مناطق من باريس، مثل الدائرة 11 والدائرة 12، بالإضافة إلى مركز مخصص للفتيات في الدائرة 20. توفر هذه المراكز بيئة آمنة تحت إشراف منشطين ومعلمين، كما تتاح لهم فرص للمشاركة في أنشطة رياضية، ككرة القدم، من أجل تخفيف الضغوط النفسية.
هل من الضروري تقديم الوثائق لإثبات العمر؟
رغم أن مستندات مثل شهادات الميلاد تُعتبر ذات فائدة، إلا أن تقييم العمر لا يعتمد فقط على هذه المستندات. يتم أيضًا أخذ المظهر الجسدي في الاعتبار، ولكن لا يُعتمد عليه بشكل كامل. يتم استخدام معايير إضافية، مثل السرد الذي يقدمه الشاب، مما يساعد في تشكيل صورة شاملة عن وضعه. بجانب ذلك، يتم الاستعانة بمترجمين لتسهيل عملية التواصل وضمان فهم القصة بدقة.
هل ينبغي على الشباب الالتزام بإجراءات “AEM”؟
إجراءات “AEM” تمثل جزءاً من نظام جديد يتطلب من الشباب زيارة مركز الشرطة لتسجيل بصماتهم. ومع ذلك، فإن الشباب غير ملزمين بالخضوع لهذا الإجراء في “AMNA”. يتم إبلاغهم بوجود هذا الإجراء، ويُطلب منهم التوقيع على وثيقة تفيد بموافقتهم أو رفضهم. يختار معظم الشباب عدم تقديم بصماتهم، إلا أن ذلك لا يؤثر على تقييمهم.
من المسؤول عن اتخاذ القرار النهائي في تقييم أعمار القاصرين؟
في ختام عملية التقييم، تقوم “AMNA” بإعداد تقرير مفصل لكل شاب، يتم إرساله لاحقًا إلى بلدية باريس. تتولى البلدية مراجعة هذا التقرير وتقرير ما إذا كان الشاب يُعتبر قاصرًا من عدمه. في حال وجود أي شكوك حول بعض التفاصيل، قد تُجرى مقابلة إضافية. يُستند القرار إلى مجموعة من العناصر والمعلومات التي تم جمعها خلال التقييم.
ما الذي يحدث عقب اتخاذ القرار؟
عندما يتم تصنيف الشاب كقاصر، يُسمح له بالإقامة في مأوى في باريس حتى يتم العثور على مكان مناسب له في منطقة أخرى من فرنسا. أما في حال تم رفض الطلب، يتم إرشاد الشاب إلى الخيارات القانونية المتاحة له، مثل حق الاستئناف أمام قاضي الأحداث. في هذه الحالة، يُعتبر الشاب بالغًا ويعيش في ظروف غير قانونية في الشوارع، مما يجعله يعتمد على الجمعيات الخيرية لتلبية احتياجاته الأساسية.
كيف يتم التعامل مع الفتيات والشباب الذين يعانون من حالات خاصة؟
غالبًا ما يكون العديد من الشباب الذين يتوجهون إلى “أمنه” من الذكور. لكن الفتيات، رغم أن عددهن أقل، يواجهن تحديات فريدة. حيث تتعرض العديد منهن لتجارب قاسية، مثل الاتجار بالبشر أو الاعتداءات. لذلك، توفر “أمنه” برنامج دعم نفسي مخصص للفتيات، نظرًا للحاجة إلى رعاية دقيقة لحالاتهن.
ما هي الصعوبات التي تواجه “AMNA”؟
تواجه “AMNA” مجموعة من الصعوبات، من أبرزها العدد الكبير من الشباب الذين يتم استقبالهم بشكل أسبوعي، حيث يصل العدد إلى حوالي 130 شابًا. يتطلب هذا الوضع موارد ضخمة لضمان توفير الرعاية المناسبة. علاوة على ذلك، يجب على العاملين في “AMNA” التعامل مع تنوع الخلفيات الثقافية والتأكد من تقديم الدعم النفسي والتعليمي الضروري.
ما هي النسبة المئوية للشباب الذين يتم قبولهم كقاصرين؟
في عام 2024، تم قبول 30% من الشباب الذين تمت مراجعتهم كقاصرين. وقد ظلت هذه النسبة على حالها مقارنةً بعام 2023. تفيد بلدية باريس أن هذه النسبة تعكس المستوى العالي للبيانات التي تقدمها “AMNA”، مما يسهم في اتخاذ قرارات دقيقة وصائبة.
اقرأ أيضا : فرصة عمل متاحة في الإمارات العربية المتحدة في قطاع خدمة العملاء براتب شهري قدره 21000 درهم
كيف يتم التعامل مع الشباب الذين لا يقبلون القرار؟
إذا تم رفض الاعتراف بالشاب كقاصر، يُتاح له خيار استئناف الحكم أمام قاضي الأحداث. في المقابل، يعيش هؤلاء الشباب في ظروف غير نظامية في الشوارع، ويعتمدون على مساعدات الجمعيات الخيرية. في باريس، يواجه هؤلاء الشباب تحديات كبيرة نتيجة لغياب المأوى والدعم القانوني أثناء انتظارهم لجلسات الاستماع.
مصدر الخبر: infomigrants
ما الذي يتعلمه الشباب في مراكز “AMNA”؟
تهدف “AMNA” إلى تزويد الشباب بالمهارات الحياتية الأساسية التي تمكّنهم من التكيف مع الحياة في فرنسا. ويتضمن ذلك تعلم اللغة الفرنسية بالإضافة إلى مهارات أخرى تعزز من قدرتهم على التواصل والاندماج في المجتمع. كما يُشجَّع الشباب على الانخراط في الأنشطة التي تتيح لهم التفاعل مع الآخرين وبناء علاقات داعمة.