في ظل اتساع رقعة المبادرات الإنسانية والبيئية في أوروبا، تفتح البرتغال أبوابها من جديد للشباب العربي الباحث عن فرص تطوعية غنية بالتجربة والمعنى. من خلال برنامج تطوع يمتد على مدار عام كامل (12 شهرًا)، تتيح الدولة الأوروبية الواقعة على المحيط الأطلسي فرصة مميزة للشباب العربي للمشاركة في مشروع بيئي وإنساني استثنائي، يتم تنفيذه في واحدة من أكثر المناطق الساحلية شهرةً وتأثيرًا من حيث التنوع البيولوجي.
هذا البرنامج، الذي يأتي بدعم من منظمة “A Rocha” البرتغالية، يتميز بتمويله الكامل الذي يغطي جميع نفقات الإقامة، وتكاليف السفر الدولي، بالإضافة إلى دعم مالي جزئي مخصص للوجبات اليومية. والأهم من ذلك، يتضمن الدعم توفير خطاب رسمي يساعد المتطوعين في الحصول على تأشيرة “شنغن”، مما يمهد الطريق لاكتساب تجربة أوروبية حقيقية ومتكاملة على كافة المستويات.
اقرأ أيضا: كيفية الحصول على فيزا العمل في دول الخليج بدون وسيط: دليلك الشامل خطوة بخطوة لعام 2025
العمل التطوعي: فرصة للتعلم وخدمة المجتمع
لطالما ارتبط العمل التطوعي بتحقيق الأثر الاجتماعي، إلا أن هذا البرنامج يتجاوز تلك الفكرة ليقدم للمتطوعين أيضًا مساحة حقيقية للنمو الذاتي والمهني. فالمشاركة في هذا المشروع لا تقتصر على تنفيذ مهام بيئية فقط، بل تُعدّ بوابة لتطوير المهارات الشخصية مثل القيادة، التواصل، إدارة الوقت، وحل المشكلات في بيئة دولية متعددة الثقافات.
سيتعاون الأشخاص المتطوعون مع الباحثين، الخبراء، وأعضاء من المجتمع المحلي، في دراسة ميدانية رئيسية تهدف إلى تحليل تأثير الميكروبلاستيك في منطقة “ريا دي ألفور”، التي تُعتبر منطقة ساحلية ذات أهمية بيئية خاصة على الصعيدين الوطني والدولي. تشمل المهام جمع العينات من الشواطئ، إجراء تحليلات بيئية ميدانية، التواصل مع سكان المنطقة، والمساهمة في نشر الوعي العام بخطورة التلوث البلاستيكي وتأثيراته على الحياة البحرية وصحة الإنسان.
لماذا تعتبر البرتغال بيئة مثالية للتطوع؟
إلى جانب الجوانب العملية للبرنامج، فإن البرتغال توفّر واحدة من أفضل بيئات العيش في أوروبا، سواء من حيث المناخ المعتدل، أو تكلفة المعيشة المنخفضة مقارنة بدول غرب أوروبا، أو حتى الود والانفتاح الذي يميز الشعب البرتغالي. المدن الساحلية البرتغالية، مثل “لاجوس” و”بورتيماو”، تشتهر بجمالها الطبيعي الخلاب، من شواطئها الذهبية إلى منحدراتها الصخرية ومنتجعاتها البيئية.
كما أن الثقافة البرتغالية غنية ومتنوعة، وتمنح المتطوعين فرصة مميزة للتفاعل مع تقاليد محلية عريقة، تدمج بين الموروث العربي الأندلسي والعناصر الأوروبية الحديثة. وتُعدّ البرتغال أيضًا بلدًا آمنًا، وهو أمر بالغ الأهمية للمتطوعين الدوليين.
تجربة تعليمية متكاملة
البرنامج لا يقتصر على الجهد الميداني، بل يتضمن كذلك جلسات تدريبية وورش عمل دورية تهدف إلى تطوير قدرات المتطوعين، وتعزيز وعيهم بالقضايا البيئية العالمية. سيحصل المتطوعون على إدراك كامل في مجالات البحث البيئي، وإعداد التقارير العلمية، والتواصل مع المجتمعات المحلية.
وتُعدّ هذه التجربة مثالية لطلاب الجامعات وحديثي التخرج من تخصصات مثل علوم البيئة، الأحياء، الجغرافيا، العلاقات الدولية، والتنمية المجتمعية، إلا أنها لا تشترط خلفية أكاديمية محددة، ما دام المتطوع يتمتع بالحماس والاستعداد للمشاركة الفعلية في العمل الميداني.
من يمكنه التقديم؟
البرنامج مفتوح أمام عدد من الدول العربية، مع التنبيه إلى ضرورة مراجعة الإعلان الرسمي للتأكد من أن بلد المتقدم مشمول في قائمة الدول المؤهلة. لا يُشترط وجود شهادة لغة إنجليزية أو أوروبية، ولا يُطلب أي مقابل مالي عند إرسال الطلب.
كما أن البرنامج مصمم ليتناسب مع الأشخاص من مختلف الأعمار والاهتمامات، سواء من لديهم خلفية سابقة في العمل البيئي أو من يرغبون في خوض هذه التجربة لأول مرة. الأهم هو توفر الدافع، وحب الاستكشاف، والاستعداد للانخراط في تجربة جماعية مثمرة.
تفاصيل الدعم والتمويل
يشمل البرنامج دعمًا متكاملًا للمتطوعين، حيث تُغطي المنظمة تكاليف الإقامة في مساكن مخصصة للمتطوعين، ويتم استرداد قيمة تذاكر السفر من وإلى البرتغال. كما يتم منح راتب شهري بسيط للمساعدة في تغطية المصاريف اليومية، فضلًا عن توفير وجبات غذائية بشكل جزئي أو كلي، بحسب طبيعة النشاط والمنطقة.
يتم أيضًا تزويد المتطوعين بخطاب رسمي لدعم طلبهم للحصول على تأشيرة “شنغن”، وهو أمر مهم جدًا نظرًا لأن البرتغال عضو في منطقة الاتحاد الأوروبي. وتتكفل المؤسسة المضيفة بتوجيه المتطوعين خلال كافة مراحل التحضير للسفر.
كيف يمكن التقديم؟
الخطوة الأولى في إجراءات التقديم هي تجهيز سيرة ذاتية محدثة، تتضمن معلومات دقيقة تتعلق بالخلفية التعليمية، والتجارب السابقة، والمهارات. تليها كتابة خطاب تحفيزي يُظهر رغبتك في المشاركة، ويشرح أسباب اهتمامك بالبرنامج، وما تأمل في تحقيقه من خلال هذه التجربة.
بعد تجهيز المستندات، يجب الدخول إلى الموقع الرسمي للمنظمة المضيفة أو منصة التطوع الأوروبية وإرسال الطلب عبر النموذج الإلكتروني. يُنصح المتقدمون بمراعاة ضرورة إرسال طلباتهم قبل الموعد المحدد، حيث يُغلق باب التقديم عادةً بعد اكتمال العدد.
ما الذي يجعل هذا البرنامج مميزًا؟
تعددت برامج التطوع في السنوات الأخيرة، ولكن قلّما نجد برامج تجمع بين الأثر البيئي، التجربة الثقافية، والدعم المالي الكامل. هذا البرنامج يتيح لك ليس فقط أن تقدم مساهمة ملموسة في واحدة من أهم القضايا البيئية في العالم، بل أن تعيش أيضًا تجربة إنسانية لا تُنسى في بلد أوروبي جميل، وتكتسب مهارات ستبقى معك مدى الحياة.
البرنامج لا يمنحك فقط تجربة تطوعية، بل يمنحك بداية جديدة، ورؤية أوضح للعالم، وصداقات دائمة، وربما حتى مسارًا مهنيًا جديدًا.
الأسئلة الشائعة
هل يمكنني التقديم إذا لم أكن من دولة عربية؟
البرنامج موجه بشكل أساسي للشباب من الدول العربية، لكن بعض الجنسيات الأخرى قد تكون مؤهلة. يرجى التحقق من الموقع الرسمي لضمان استيفاء الشروط.
هل أحتاج إلى تأشيرة شنغن؟
نعم، تحتاج إلى تأشيرة شنغن، وسيتم تزويدك بخطاب دعم رسمي من الجهة المنظمة لتسهيل عملية الحصول عليها.
هل أحتاج إلى تحدث اللغة البرتغالية؟
لا. اللغة الإنجليزية هي اللغة الرئيسية المستخدمة خلال البرنامج. ومع ذلك، قد تكون بعض المعرفة باللغة البرتغالية مفيدة في الحياة اليومية، لكنها ليست شرطًا أساسيًا.
هل هناك أي رسوم يجب دفعها؟
لا، البرنامج ممول بالكامل. لا توجد رسوم تقديم، كما يتم تعويضك عن تكاليف السفر والإقامة جزئيًا أو كليًا.
ما هو الموعد النهائي للتقديم؟
آخر موعد لاستلام الطلبات هو 24 أغسطس 2025، أو حتى اكتمال العدد، لذلك يُنصح بالإسراع في التقديم