تشهد مقاطعة ألبيرتا الكندية منذ مطلع سبتمبر 2025 نشاطاً ملحوظاً في إطار برنامج الهجرة الإقليمي Alberta Advantage Immigration Program (AAIP)، حيث نظمت سلسلة من السحوبات بين 2 و10 سبتمبر أصدرت خلالها 1376 دعوة للتقديم عبر مسارات متنوعة. هذا الزخم يعكس السياسة الجديدة للحكومة المحلية في استقطاب الكفاءات الدولية لسد النقص في مجالات حيوية تدعم الاقتصاد المحلي.
تركيز على القطاعات ذات الأولوية
اعتمدت ألبيرتا خلال هذه السحوبات نهجاً انتقائياً يركّز على قطاعات استراتيجية تعاني من نقص واضح في اليد العاملة المؤهلة. وشملت هذه القطاعات الرعاية الصحية، البناء، الزراعة، والقطاع الجوي. ويعد هذا التوجه استكمالاً لخطة المقاطعة الرامية إلى تعزيز سوق العمل في المناطق النائية والحضرية على حد سواء، مع توجيه دعوات بحدود نقاط منخفضة لتوسيع قاعدة المتقدمين.
قطاع الطيران: استهداف غير مسبوق
في 10 سبتمبر 2025، خصصت المقاطعة لأول مرة هذا العام سحباً موجهاً حصرياً لقطاع الطيران. وقد تمت دعوة 30 مرشحاً بحد أدنى من النقاط بلغ 50 نقطة فقط. هذا الحد المنخفض يعكس إدراك الحكومة المحلية للأهمية الإستراتيجية لهذا القطاع الذي يرتبط بالنقل والتجارة والسياحة، إضافة إلى الحاجة المتزايدة إلى مهارات تقنية وإدارية فيه.
القطاع الصحي: استمرار الأولوية لسد النقص
ما تزال ألبيرتا تعطي القطاع الصحي أولوية خاصة في سياساتها للهجرة. خلال الفترة نفسها أُجريت ثلاثة سحوبات خصصت للرعاية الصحية، وأسفرت عن إصدار 263 دعوة تراوحت نقاطها الدنيا بين 44 و64 نقطة. يشير ذلك إلى سياسة مرنة تهدف إلى جذب الكفاءات الصحية للعمل في المستشفيات والمراكز الطبية خصوصاً في المناطق النائية التي تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والتمريضية.
البناء والزراعة: دعم البنية التحتية والأمن الغذائي
في 8 سبتمبر 2025، حصل 121 مرشحاً في قطاع البناء على دعوات بحد أدنى من النقاط بلغ 61 نقطة، في حين شهد سحب 5 سبتمبر دعوة 71 مرشحاً في قطاع الزراعة بنقاط بلغت 48 نقطة فقط. هذه الخطوة تؤكد تركيز ألبيرتا على البنية التحتية والإنتاج الغذائي كدعائم رئيسية للاقتصاد المحلي.
قطاع البناء يحتاج إلى عمال وفنيين ومهندسين لمواكبة المشاريع العمرانية الضخمة، بينما يهدف الاهتمام بالقطاع الزراعي إلى دعم الأمن الغذائي في ظل نمو سكاني متسارع وزيادة الطلب على المنتجات المحلية.
مسار فرصة ألبيرتا: أوسع السحوبات
أما السحب الأوسع فكان في 4 سبتمبر عبر مسار فرصة ألبيرتا، حيث أصدرت المقاطعة 891 دعوة للمرشحين العاملين بالفعل داخل المقاطعة بتصاريح عمل سارية. وقد بلغ الحد الأدنى للنقاط في هذا السحب 56 نقطة، ما أتاح الفرصة لفئات واسعة من المهنيين للبقاء والاستقرار والعمل بشكل دائم في ألبيرتا.
دلالات هذه السحوبات
توضح هذه السحوبات أن مقاطعة ألبيرتا تتبع سياسة هجينة تجمع بين متطلبات السوق المحلية والانفتاح على الكفاءات العالمية. من خلال خفض عتبة النقاط في بعض القطاعات، تُرسل المقاطعة إشارة واضحة إلى أن الخبرة العملية والقدرة على سد فجوات سوق العمل قد تكون أحياناً أهم من المستويات الأكاديمية العالية.
كما يعكس هذا النهج رغبة ألبيرتا في تعزيز تنافسيتها مقارنة بالمقاطعات الكندية الأخرى مثل أونتاريو أو كولومبيا البريطانية، خاصة في استقطاب العمال المهرة في قطاعات النقل والصحة والبناء والزراعة.
توقعات مستقبلية
يتوقع خبراء الهجرة أن تواصل ألبيرتا في الشهور المقبلة استهداف القطاعات الحيوية بنفس الآلية الانتقائية، وربما توسع نطاق السحوبات ليشمل مجالات أخرى مثل التكنولوجيا والخدمات اللوجستية. ومع استمرار النمو الاقتصادي في المقاطعة، سيبقى الطلب مرتفعاً على العمالة الماهرة والمتوسطة على حد سواء، مما يفتح الباب أمام المزيد من فرص الهجرة للمهنيين الدوليين.
اقرأ أيضا:الدراسة في تايوان هي منحة جامعية تشمل التمويل الكامل من جامعة كاوشيونغ الطبية
أسئلة شائعة حول برنامج الهجرة الإقليمي في ألبيرتا (AAIP)
1. ما هو برنامج الهجرة الإقليمي في ألبيرتا (AAIP)؟
هو برنامج تديره حكومة مقاطعة ألبيرتا بالشراكة مع الحكومة الفيدرالية الكندية، ويتيح للمقاطعة ترشيح مهاجرين ذوي مهارات محددة لسد احتياجات سوق العمل المحلي.
2. ما الفرق بين السحوبات الموجهة والسحوبات العامة؟
السحوبات الموجهة تستهدف قطاعات أو مهن معينة تحتاجها المقاطعة بشكل عاجل، بينما السحوبات العامة (مثل مسار فرصة ألبيرتا) تمنح فرصة أوسع لفئات مختلفة من العمال المقيمين أو العاملين داخل المقاطعة.
3. لماذا انخفض الحد الأدنى للنقاط في بعض السحوبات؟
تخفيض النقاط يسمح بجذب المزيد من المرشحين المؤهلين بسرعة، خاصة في القطاعات التي تواجه نقصاً حاداً في العمالة مثل الصحة والزراعة والطيران.
4. هل يشترط وجود عرض عمل للتقديم في AAIP؟
في أغلب المسارات، وجود عرض عمل من صاحب عمل في ألبيرتا يزيد من فرص الحصول على الدعوة، لكن بعض المسارات مثل المرتبطة ببرنامج الدخول السريع قد تتيح التقديم بدون عرض عمل مباشر.
5. ما هي الفئات الأكثر استفادة حالياً من البرنامج؟
العمال المهرة في القطاعات ذات الأولوية مثل الرعاية الصحية والبناء والزراعة والقطاع الجوي، بالإضافة إلى المقيمين بالفعل في ألبيرتا بتصاريح عمل سارية.
6. هل من المتوقع استمرار هذه السحوبات؟
نعم، تشير المعطيات إلى أن المقاطعة ستواصل نهجها الانتقائي وتكثيف السحوبات في الفترة القادمة، خاصة مع توسع الاقتصاد المحلي وزيادة الطلب على المهارات المتخصصة.