أظهرت أحدث البيانات الرسمية الصادرة عن سلطات الهجرة والمواطنة في كندا ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المغاربة الذين حصلوا على الجنسية الكندية خلال النصف الأول من عام 2025، حيث بلغ عددهم 1.835 شخصاً، أي ما يمثل نحو 7 في المئة من إجمالي عدد المتجنسين في البلاد خلال هذه الفترة. وبهذه الحصيلة، حلّ المواطنون المغاربة في المرتبة الثالثة ضمن قائمة أكثر الجنسيات حصولاً على الجنسية الكندية، بعد المواطنين النيجيريين الذين تصدروا القائمة بـ6.831 متجنساً، فيما جاء الجزائريون في المرتبة الرابعة بـ1.831 شخصاً، تلاهم التونسيون في المرتبة الخامسة بـ1.538 شخصاً.
اقرأ أيضا: فرصة عمل في كندا مع عقد رسمي وتصريح LMIA براتب أسبوعي 1600 دولار كندي – مجال الزراعة لعام 2026
ارتفاع مستمر في معدلات التجنيس
تشير الأرقام إلى أن وتيرة الحصول على الجنسية الكندية تشهد تصاعداً مطّرداً منذ نحو خمس سنوات، وهو ما يعكس نتائج السياسة الحكومية الهادفة إلى تعزيز مسارات الاندماج والاستقرار للمهاجرين.فمنذ عام 2020، اعتمدت الحكومة الفيدرالية في أوتاوا سلسلة من التعديلات التي سهّلت إجراءات الحصول على الجنسية، خاصة من حيث تسريع دراسة الملفات، وتوسيع خدمات اللغة، وتقليص فترات الانتظار بعد استيفاء شروط الإقامة الدائمة.
ويرى خبراء الهجرة أن هذا الارتفاع يرتبط أيضاً بازدياد أعداد المهاجرين الذين استقروا في كندا خلال العقد الأخير، والذين باتوا الآن مؤهلين لتقديم طلبات التجنيس. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو نصف الطلبات المقبولة تخص مهاجرين يعيشون في كندا منذ أكثر من عشر سنوات، وهو ما يعكس استقرارهم الاجتماعي والمهني واندماجهم الفعلي في المجتمع الكندي.
الجالية المغربية: حضور قوي في المقاطعات الناطقة بالفرنسية
تُبرز البيانات أن الجزء الأكبر من إجراءات التجنيس للمواطنين المغاربة يتم في المقاطعات الناطقة بالفرنسية، وفي مقدمتها كيبيك وأونتاريو، حيث تتواجد جاليات مغربية كبيرة ونشيطة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وتُعرف هذه الجاليات بمساهمتها الفعالة في الحياة العامة، سواء عبر المؤسسات التعليمية والثقافية أو من خلال المبادرات الاقتصادية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعزز فرص العمل داخل المجتمعات المحلية.
كما تلعب الجمعيات المغربية في كندا دوراً محورياً في مواكبة المهاجرين الجدد وتسهيل اندماجهم في سوق العمل والمجتمع، من خلال تقديم خدمات التوجيه المهني، ودروس اللغة، وتنظيم لقاءات لتعزيز الروابط بين أفراد الجالية.
سياسات كندية داعمة للتنوع والاندماج
تأتي هذه التطورات في إطار السياسة الكندية للهجرة التي تواصل التركيز على جذب الكفاءات ودعم مسارات الاستقرار الدائم، مع الحفاظ على الطابع التعددي الذي يميز المجتمع الكندي.فالحكومة الكندية ترى في الهجرة أداة أساسية لتعويض النقص في اليد العاملة في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا والصحة والبناء، إضافة إلى مساهمتها في تجديد التركيبة الديموغرافية وتعزيز الحيوية الاقتصادية.
كما تُعد كندا من الدول القليلة التي تعتمد مقاربة شاملة للهجرة، تجمع بين الاستقطاب الاقتصادي، والاعتبارات الإنسانية، وسياسات الاندماج الثقافي والاجتماعي. ويؤكد خبراء أن هذا النهج ساهم في جعل كندا إحدى الوجهات المفضلة للمهاجرين من المغرب ومن العالم العربي عموماً.
المصدر: detafour.com.
اندماج الجاليات المغاربية في النسيج الكندي
إلى جانب المغاربة، تشهد الجاليات المغاربية الأخرى – ولا سيما الجزائرية والتونسية – حضوراً متزايداً داخل المجتمع الكندي. إذ تشترك هذه الجاليات في اللغة والثقافة والعادات الاجتماعية، مما يسهّل عملية الاندماج داخل المقاطعات الفرانكفونية. وتشير تقارير رسمية إلى أن المهاجرين المغاربيين يتمتعون بمستويات تعليم مرتفعة نسبياً، ما يجعلهم أكثر قدرة على التكيف مع متطلبات سوق العمل في كندا، وخاصة في مجالات التعليم، والتقنية، والخدمات العامة.
تحديات قائمة رغم النجاحات
ورغم هذا التقدم، لا يزال بعض المهاجرين يواجهون تحديات مرتبطة باللغة، والاعتراف بالشهادات الأجنبية، وصعوبات الاندماج الاقتصادي في بعض المقاطعات الناطقة بالإنجليزية.لكن السلطات الكندية تعمل على تطوير برامج جديدة لتجاوز هذه التحديات، من خلال توسيع برامج التدريب المهني والتأهيل اللغوي، وإطلاق مبادرات تشجع المؤسسات على توظيف المهاجرين الجدد ومنحهم فرصاً متكافئة.
اقرأ أيضا: فرصتك للعمل في إسبانيا 2025: دليلك الكامل للحصول على تأشيرة العمل بعقد رسمي
نظرة مستقبلية
من المتوقع أن تستمر معدلات التجنيس في الارتفاع خلال السنوات المقبلة، تماشياً مع خطط كندا لرفع أعداد المهاجرين الدائمين إلى أكثر من 500 ألف مهاجر سنوياً بحلول عام 2026.وفي ظل هذه السياسة، يُرجّح أن تحافظ الجالية المغربية على مكانتها بين أبرز الجاليات الأجنبية التي تساهم في تنمية المجتمع الكندي وتعزيز تعدديته الثقافية.
الأسئلة الشائعة حول حصول المغاربة على الجنسية الكندية
1. ما هي الشروط الأساسية للحصول على الجنسية الكندية؟
يشترط القانون الكندي الإقامة الدائمة في كندا لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات خلال آخر خمس سنوات، إلى جانب إتقان إحدى اللغتين الرسميتين (الإنجليزية أو الفرنسية)، واجتياز اختبار المعرفة العامة حول كندا وحقوق وواجبات المواطن.
2. كم تستغرق إجراءات الحصول على الجنسية؟
تتراوح مدة دراسة الملفات بين 12 و18 شهراً في المتوسط، وقد تختلف حسب المقاطعة وعدد الطلبات قيد المعالجة.
3. هل يمكن الاحتفاظ بالجنسية المغربية بعد الحصول على الكندية؟
نعم، كندا تسمح بازدواج الجنسية، والمغرب كذلك لا يسقط الجنسية الأصلية عن مواطنيه عند حصولهم على جنسية أجنبية.
4. هل للجاليات المغاربية فرص متساوية في برامج الهجرة والتجنيس؟
نعم، فبرامج الهجرة الكندية تعتمد على معايير الكفاءة والخبرة واللغة، دون تمييز على أساس الجنسية، غير أن الجاليات الفرانكفونية – مثل المغاربة والجزائريين – تتمتع بفرص أفضل في المقاطعات الناطقة بالفرنسية.
5. هل الحصول على الجنسية يمنح حق نقل الجنسية للأبناء؟
بالفعل، المواطن الكندي يمكنه نقل الجنسية لأبنائه المولودين داخل أو خارج كندا وفقاً لضوابط قانون الجنسية الكندية.