في تحول ملحوظ في سياسة الهجرة بإسبانيا، أقر البرلمان الإسباني في 10 أبريل 2025 تعديلًا على قانون الأجانب يُلزم كافة الأقاليم ذات الحكم الذاتي بالمشاركة. في استقبال وتوزيع المهاجرين القاصرين غير المرافقين. جاء هذا القرار بعد فترة طويلة من الجدل والنقاشات البرلمانية، في ظل الضغوط التي تواجهها جزر الكناري، التي أصبحت النقطة الرئيسية لوصول معظم المهاجرين من غرب إفريقيا.
اقرأ أيضا : تواجهة هولندا زيادة في العمالة غير القانونية بين الأجانب
القانون الجديد قام بتعديل المادة 35 من قانون الأجانب، وقد تم إقراره بعد تصويت 179 عضوًا من الحزب الاشتراكي وحلفائه لصالحه، في حين عارضه 170 نائبًا من حزب الشعب وحزب فوكس، بينما امتنع نائب واحد عن التصويت. يهدف هذا التعديل إلى تحقيق توزيع عادل للقاصرين بين مختلف المناطق الإسبانية، مما يسهم في تخفيف الضغط عن جزر الكناري التي تستقبل عددًا كبيرًا من هؤلاء القاصرين رغم الإمكانيات المحدودة المتاحة لديها.
ما هو رأي المجتمع المدني الإسباني بشأن هذا القرار؟
استقبلت الجمعيات والمنظمات الإنسانية القرار بإيجابية، واعتبرت أنه يمثل خطوة نحو تعزيز حقوق الأطفال. لطالما طالبت هذه الهيئات بضرورة إنشاء نظام عادل لتوزيع القاصرين.أكدت منظمات مثل “كاريتاس” و”الصليب الأحمر” على ضرورة توفير تمويل ملائم وضمان جودة الخدمات المقدمة، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للاندماج.
هل يُعتبر هذا القرار نقطة انطلاق لتعديل سياسة الهجرة في أوروبا؟
على الرغم من أنه قرار محلي، إلا أن تأثيره قد يمتد ليشمل أوروبا بأكملها. تتابع المفوضية الأوروبية هذه السياسات عن كثب، وقد تُصبح إسبانيا نموذجًا يُحتذى به في كيفية التعامل الإنساني مع المهاجرين القاصرين. وهناك دعوات داخل الاتحاد الأوروبي لتقاسم الأعباء بين الدول الأعضاء، خصوصًا فيما يتعلق بالأطفال المهاجرين.
ما هو الوضع الخاص بالتمويل والدعم اللوجستي لتنفيذ القرار؟
يتطلب تنفيذ القرار موارد مالية كبيرة. من الضروري توفير سكن مناسب، بالإضافة إلى توظيف فريق مؤهل من المعلمين والكوادر الطبية. تتعهدت الحكومة بتوفير التمويل المالي للإدارات التي تستقبل هذه المشاريع. كما سيتم إجراء تقييم دوري للأداء لضبط الخطط وفقاً للاحتياجات المستجدة.
ما هي استجابة السكان المحليين في المناطق المختلفة؟
أعرب بعض الأفراد عن مخاوفهم بشأن الضغط الذي قد يتعرض له الخدمات. بينما أبدى آخرون استعدادهم لدعم الأطفال وتعزيز اندماجهم. أطلقت الحكومة أيضًا حملات توعوية لتسليط الضوء على أهمية هذا القرار، مشددةً على أن القاصرين ليسوا مصدر تهديد، بل هم أطفال بحاجة إلى الرعاية والحماية.
كيف سيتعامل الجهاز القضائي مع القاصرين المهاجرين بعد التوزيع المعدل؟
يحظر القانون الإسباني ترحيل القاصرين، حيث يضمن لهم وصاية الدولة حتى وصولهم إلى سن الرشد.سيتم تعزيز سرعة الإجراءات القانونية، خصوصاً فيما يتعلق بتحديد الأعمار. كما سيقوم قضاة متخصصون ومنظمات حماية الطفولة بمتابعة حقوقهم.
هل يمكن تحقيق لمّ شمل العائلات؟
في بعض الحالات، يُمكن جمع القاصرين مع أفراد أسرهم في دول أوروبية أخرى. وفي حال تأكيد وجود أقارب، تقوم السلطات بتيسير عملية النقل بالتعاون مع شبكة “دبلن”. ومع ذلك، غالبًا ما تكون العائلات غير موجودة، مما يزيد من ضرورة توفير رعاية محلية فعّالة.
ما هي العبر التي يمكن استخلاصها من تجربة جزر الكناري؟
تعرضت جزر الكناري لضغوط كبيرة نتيجة لزيادة أعداد القاصرين، وكانت الموارد المتاحة غير كافية لتوفير الرعاية اللازمة. هذا الوضع أبرز أوجه القصور في النظام السابق. لذلك، تم اتخاذ القرار الجديد كحل عقلاني لتوزيع المسؤوليات بشكل متوازن.
كيف يمكن للمجتمع الدولي مساعدة إسبانيا؟
يمكن للاتحاد الأوروبي توفير تمويل إضافي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمنظمات الدولية مثل اليونيسف تقديم الدعم الفني والخبرات اللازمة. ستساهم هذه التعاونات في تعزيز حقوق الأطفال وتسهيل عملية اندماجهم. يمكن أن تصبح التجربة الإسبانية مثالاً يحتذى به على مستوى العالم.
اقرأ أيضا : أمريكا تبدأ مراجعة حسابات المهاجرين على منصات التواصل الاجتماعي لرصد ظواهر “معاداة السامية”
مصدر الخبر: arabe-europe
الأسئلة المتكررة حول قانون توزيع المهاجرين القاصرين في إسبانيا
ما هو القرار الجديد الذي أصدرته إسبانيا بشأن المهاجرين القاصرين؟
قام البرلمان الإسباني بالتصويت على تعديل قانون الهجرة، والذي يلزم جميع المناطق ذات الحكم الذاتي بالمساهمة في استقبال القاصرين غير المصحوبين بذويهم. وبالتالي، لن تكون جزر الكناري وحدها مسؤولة عن هذا العبء الكبير بعد الآن.
لماذا تركزت الأنظار على جزر الكناري بشكل خاص؟
تشكل جزر الكناري نسبة تقل عن 1٪ من إجمالي مساحة إسبانيا، إلا أنها تستقطب نحو نصف عدد القاصرين المهاجرين في البلاد.
نتيجة لذلك، تعاني هذه الجزر من ضغط شديد في مراكز الإيواء والخدمات الاجتماعية.
من هم الأفراد الذين سيستفيدون من هذا القرار؟
يتفيد حوالي 4000 طفل مهاجر من هذه المبادرة. ومن المتوقع أن يتم نقلهم إلى مناطق إسبانية أخرى لتوفير حماية أفضل وظروف معيشية ملائمة.
كيف يتم تحديد العدد الإجمالي للقاصرين الذين تستقبلهم كل منطقة؟
يتحدد ذلك بناءً على مجموعة من العوامل، مثل:
- إجمالي السكان في كل منطقة
- معدل البطالة
- عدد الوظائف المتاحة في مراكز الرعاية
- عدد القاصرين الذين يتم استضافتهم حاليًا في المنطقة
بعبارة أخرى، سيكون التوزيع منصفًا ويعتمد على معايير موضوعية.
هل ثمة اعتراضات على القرار؟
نعم، هناك بعض المناطق التي تحت إدارة أحزاب معارضة مثل حزب الشعب، وهي تعبر عن عدم رضاها تجاه هذا القرار. وقد تؤدي هذه الاعتراضات إلى تأجيل تنفيذه عبر اتخاذ إجراءات قانونية.
ما هي مساهمات المنظمات الدولية مثل اليونيسف؟
تدعم منظمة اليونيسف هذا القرار وتبرز ضرورة حماية حقوق الأطفال القاصرين في مجالات التعليم والرعاية الصحية والتكامل الاجتماعي. تشدد اليونيسف على أهمية أن يكون الاستقبال غير رسمي، حيث يجب أن يلبي احتياجات الأطفال بشكل شامل.
هل سيكون بإمكان الأطفال الانضمام إلى عائلاتهم؟
في بعض الحالات، يمكن ذلك إذا كانت لديهم أقارب في إسبانيا أو الدول الأوروبية.
ومع ذلك، فإن معظم هؤلاء القاصرين يصلون إلى البلاد بدون مرافق من أسرهم.
ما هي أبرز التحديات التي تعترض سبيل تنفيذ هذا القانون؟
تتضمن التحديات ما يلي:
- قصور في الموارد المالية والبشرية
- الحاجة الملحة لتدريب الموظفين
- التحديات في دمج الأطفال في بيئات جديدة
- ومع ذلك، يُعتبر التشريع خطوة مهمة نحو حماية حقوق الأطفال.
متى يبدأ تطبيق القانون بشكل فعلي؟
من المتوقع أن يبدأ ذلك في الصيف المقبل.
ومع ذلك، قد يتأخر التنفيذ الفعلي في حالة وجود طعون قانونية من بعض المناطق.