أفادت البيانات الأخيرة الصادرة عن مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي “يوروستات” بتسجيل انخفاض كبير في عدد طلبات اللجوء للمرة الأولى في دول الاتحاد، حيث تم رصد تراجع بنسبة 13% في عام 2024 مقارنة بالعام الذي قبله. ويأتي هذا الانخفاض بعد فترة من الزيادات المستمرة، مما يثير التساؤلات حول الدوافع وراء هذا التحول وآثاره المحتملة.
اقرأ أيضا : استغلال المهاجرين المغاربة في إيطاليا: معلومات مدهشة حول شبكة توظيف غير قانونية
تراجع عدد طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى منذ عام 2020
أظهر تقرير يوروستات الذي صدر في 20 مارس 2025 أن دول الاتحاد الأوروبي استقبلت نحو 912 ألف طلب لجوء للمرة الأولى خلال عام 2024، في حين تجاوز عدد الطلبات في عام 2023 مليون طلب. ويُعتبر هذا الانخفاض الأول من نوعه منذ عام 2020.
السوريون يتصدرون قائمة طالبي اللجوء
استمر السوريون في الظهور في مقدمة قائمة طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي، كما كان الحال منذ عام 2013. حيث تم تقديم 148 ألف طلب لجوء جديد في عام 2024، مما يشكل 16% من إجمالي الطلبات. ومع ذلك، يُظهر التقرير تراجعًا بنسبة 19.2% مقارنة بعام 2023.
أهم الجنسيات التي تقدمت بطلبات للجوء
بالإضافة إلى السوريين، كانت هناك جنسيات أخرى تمثل نسبة ملحوظة من الطلبات المقدمة:
- فنزويلا: تشكل 8% من مجموع الطلبات.
- أفغانستان: تمثل 8% من مجموع الطلبات.
- جنسيات أخرى: تتضمن طلبات لجوء من دول أخرى تواجه ظروفًا اقتصادية وأمنية غير مستقرة.
أكثر دول الاتحاد الأوروبي التي استقبلت طلبات اللجوء
تصدر كل من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا قائمة الدول الأكثر استقبالًا لطلبات اللجوء، إذ حصلت على أكثر من 75% من إجمالي الطلبات المقدمة في عام 2024.
دور القُصّر غير المصحوبين بذويهم
ووفقًا للتقرير، تبين أن 3.9% من طلبات اللجوء جاءت من قُصّر غير مصحوبين بذويهم، مما يبرز التحديات الإنسانية المتعلقة بحماية هؤلاء الأطفال وضمان مستقبلهم.
أسباب تراجع طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي
توجد مجموعة من العوامل التي أدت إلى انخفاض عدد طلبات اللجوء في عام 2024، ومن بينها:
- تعزيز السياسات الأوروبية المتعلقة باستقبال اللاجئين.
- تحسن الظروف في بعض الدول الأصلية للاجئين.
- زيادة الفحص الأمني وتنظيم الهجرة في الدول الأوروبية.
- إبرام اتفاقيات هجرة بين الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، مما ساهم في تقليص تدفقات اللاجئين.
تواجه طالبي اللجوء في أوروبا مجموعة من التحديات
رغم التراجع في عدد طلبات اللجوء، إلا أن اللاجئين في أوروبا لا يزالون يواجهون تحديات متواصلة، من بينها:
- مدة الانتظار لمعالجة الطلبات.
- الظروف السكنية في مراكز الاستقبال.
- تحديات الحصول على فرص عمل وتحقيق الاستقرار الاجتماعي.
- ارتفاع النفوذ السياسي المعارض للهجرة.
السياسات الأوروبية وأثرها على عدد اللاجئين
في الآونة الأخيرة، اتخذت دول الاتحاد الأوروبي خطوات متزايدة لتقوية سياسات الهجرة، مما أسفر عن:
- تطبيق تدابير أكثر تشددًا على الحدود.
- تعزيز الشراكة مع دول المنشأ ودول العبور للحد من تدفق اللاجئين.
- تحسين أنظمة تقييم طلبات اللجوء لتسريع معالجة بعض الحالات أو رفضها.
المستقبل المرتقب للهجرة واللجوء في الاتحاد الأوروبي
من المتوقع أن تستمر التعديلات في سياسات اللجوء ضمن الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى إيجاد حلول مستدامة تضمن توازنًا بين استضافة اللاجئين وحماية المصالح الوطنية. ومع ذلك، تبقى أزمات النزوح والصراعات العالمية من العوامل التي قد تؤثر على أعداد مقدمي طلبات اللجوء في الفترة المقبلة.
المصدر:
اقرأ أيضا : التدريب المهني في بلجيكا لعام 2025: يتضمن راتبًا شهريًا قدره 1400 يورو لمدة خمسة أشهر
الخاتمة
سجلت طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي انخفاضًا قدره 13% خلال عام 2024، وهو ما يمثل تطورًا ملحوظًا في ديناميات الهجرة داخل القارة. ورغم أن هذه البيانات تعكس تعديلات في السياسات والظروف الدولية، فإن مستقبل الهجرة في أوروبا سيظل متصلًا بتطورات الأوضاع في الدول الأصلية لطالبي اللجوء وإجراءات الاستقبال المتبعة في الدول الأوروبية.
أسئلة متكررة بشأن طلبات اللجوء
1. ما سبب تراجع عدد طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي خلال عام 2024؟
تراجع عدد الطلبات نتيجة لتشديد السياسات الأوروبية، وتحسن الظروف في بعض الدول الأصلية، بالإضافة إلى زيادة الفحص الأمني.
2. ما هي الدول الأوروبية التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين؟
استقبلت ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا أكثر من 75% من إجمالي الطلبات في عام 2024.
3. هل سيستمر تراجع طلبات اللجوء في المستقبل؟
هذا يعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلدان التي يأتي منها اللاجئون، بالإضافة إلى سياسات الدول المستقبلة.
4. ما هي نسبة الأطفال الذين يطلبون اللجوء دون مرافقين من ذويهم؟
تشير التقديرات إلى أن حوالي 3.9% من إجمالي طلبات اللجوء كانت من القُصّر الذين لا يرافقهم أحد من أسرهم.
5. هل تؤثر الاتفاقيات المبرمة بين الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى على عدد اللاجئين؟
بالتأكيد، إن الاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي والدول التي تعد طرق عبور أو دول منشأ لها تأثير مباشر على أعداد اللاجئين الذين يتقدمون بطلبات اللجوء.