في عشرين يونيو من عام 2025، أعلنت وزيرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية، لينا متلج ضياب، عن الخطة الوزارية المقررة لعامي 2025-2026، وهي وثيقة بارزة تحدد إطارًا واضحًا لإدارة ملف الهجرة في كندا حتى سنة 2028. هذه الخطة ليست فقط عبارة عن أرقام أو حصص؛ بل تُعد نقطة تحول نحو الهجرة المستدامة، توازن فيها الحكومة بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، ضمن بيئة رقمية مطورة وخدمات أكثر فاعلية.
لماذا الآن؟ والتحول نحو توازن جديد
تسائل الكثيرون: لماذا تتخذ كندا هذا التعديل الآن؟ الإجابة تكمن في التحديات المتصاعدة. زاد عدد المقيمين المؤقتين بشكل كبير، مما أدى إلى أعباء إضافية على سوق الإسكان والخدمات العامة، وقد أثار ذلك انتقادات حادة من المواطنين. بناءً عليه، وضعت الحكومة كسوة ساطعة للمستقبل:
- العمل على تقليل نسبة المقيمين المؤقتين بشكل تدريجي لتبلغ 5% من إجمالي عدد السكان بحلول نهاية عام 2026.
- استقرار الهجرة الدائمة عند مستويات أقل من 1% بعد عام 2027، مع سقف محدد بعدد الإقامات السنوية.
الأرقام التي تُعرّف المستقبل
وفق الوثيقة، تنزل أعداد الإقامات الدائمة من 395,000 في 2025 إلى 380,000 في 2026، وتصل إلى 365,000 في 2027. وفي تركيبة هذه الأعداد، تم تخصيص:
- 62% لهجرة اقتصادية (عمال ذوو مهارات).
- 22% لجمع شمل الأسرة.
- 15% للاجئين والحماية الإنسانية.
أما المقيمون المؤقتون فستكون أعدادهم:
- 673,650 في 2025.
- 516,600 في 2026.
- 543,600 في 2027.
يحتوي هؤلاء الطلاب الدوليون على عدد قدره 305,900 سنويًا، بالإضافة إلى العمال الذين يشاركون في برنامج العمالة الأجنبية المؤقتة الذي يضم 82,000 شخص، فضلاً عن العديد من البرامج الدولية الأخرى.
العملية المهنية: «اكسبريس إنتري» والمهن الحيوية
تواصل كندا الاعتماد على نظام Express Entry لاختيار المرشحين، حيث تُعطى أولوية لأصحاب الخبرة الكندية، المتحدثين بالفرنسية، والعاملين في قطاعات مثل الصحة والتعليم والمهن التقنية. كما تم ربط تصريح العمل بعد التخرج بالتخصصات المطلوبة، مع دراسة تخصيص تصاريح العمل المفتوحة للأزواج في قطاعات محددة كالقطاع الصحي.
ملاذ إنساني متجدد
تحافظ كندا على التزاماتها الإنسانية. فقد تعهّدت باستقبال 40,000 لاجئ بحلول 2028، موزعين بانتظام على قارات أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، بالإضافة إلى 4,000 من دول الأمريكيتين. تستمر أيضًا في تعزيز الكفالات الأسرية، وتقديم توقيت صحي فدرالي مؤقت للاجئين الجدد.
رقمنة متقدمة لخدمات أسهل
ضمن الخطة برنامجا طموحا لتحديث المنصة الرقمية للهجرة، والذي يشمل:
- بوابة موحدة لتقديم الطلبات.
- إدارة متكاملة للقضايا باستخدام الذكاء الاصطناعي.
- تسريع الإجراءات واكتشاف الاحتيال، دون الإخلال بالقرار البشري.
تمويل واقتصاد: خفض تدريجي وتخطيط ممتد
تم تخصيص ميزانية تبلغ 5.17 مليار دولار (2025–2026)، تتراجع إلى 3.6 مليار دولار بحلول 2027–2028. وهذا يدعم عملية الانتقال الرقمي، وإعادة هيكلة الموارد البشرية، مع تقليص عدد الوظائف التنظيمية من 12,689 إلى 11,257.
التحديات والانتباه المستقبلي
مع نجاح الخطة، تواجه كندا عدة مخاطر:
- تراكم طلبات الهجرة رغم التخفيضات.
- نقص الإيواء والخدمات في بعض المقاطعات.
- التوسع الرقمي يفتح مجالًا لتهديدات الأمن السيبراني.
- تحقيق التوازن بين الأرقام والطموح الإنساني.
لمعالجة هذه القضايا، تضمن الخطة:
- تعزيز الشراكة مع المحافظات والمنظمات المجتمعية.
- تحقيق استقرار ممول طويل الأجل لخدمات الدمج، خصوصًا للنساء والمجتمعات الناطقة بالفرنسية.
- تطوير نظم تقييم دقيقة لتسريع الإجراءات دون تفريط في الجودة.
اقرأ أيضا: فرصة تطوع فريدة في البرتغال لعام 2025: تجربة دولية شاملة بتمويل كامل للشباب العربي
خلاصة طموحية
تمثل هذه الخطة محاولة جريئة لإعادة التوازن بين الانفتاح الاقتصادي والقدرة على الاستيعاب الاجتماعي والالتزام بالبعد الإنساني. كندا إذًا تؤكد مكانتها كبلد مرحب، دون أن تتجاهل الواقع ومتطلبات الإسكان والبنى التحتية وسوق العمل. مدى نجاح الخطة سيقاس بقدرتها على تنفيذ سريع للتحول الرقمي، تقليل الانتظار في الملفات، والوفاء بالتزاماتها الإنسانية.
الأسئلة الشائعة
1. ما الفرق بين المقيم المؤقت والمهاجر الدائم في كندا؟
المقيم المؤقت يمكث لأغراض محددة مثل الدراسة أو العمل المؤقت. بينما يحصل المهاجر الدائم على حق الإقامة الكاملة والعمل الدائم داخل كندا.
2. لماذا قللت كندا حصص الإقامة الدائمة؟
لتخفيف الضغوط على سوق الإسكان والخدمات العامة، وفقًا للظروف الراهنة.
3. كيف يتم اختيار المرشحين ضمن “اكسبريس إنتري”؟
يتم استخدام نظام نقاط يأخذ في الاعتبار التعليم، والخبرة، ومعايير اللغة، مع تقديم أولوية للخبرة الكندية، واللغة الفرنسية، والمهن الحيوية.
4. هل سيتعرض الطلاب الدوليون لقيود بسبب انخفاض عدد المقيمين المؤقتين؟
لا. تختلف حصص الطلاب عن تلك الموجهة للعمالة المؤقتة، وتتبع منهجية مختلفة.
5. هل ستواصل كندا دعم اللاجئين رغم خفض النسبة العامة للهجرة؟
نعم، الكنديون حافظوا على حصة 40,000 لاجئ حتى 2028، ضمن التزاماتهم الإنسانية
اضعط هنا للانضمام إلي جروب تليجرام السفر