في خطوة استراتيجية تعكس طموحها لتعزيز موقعها الريادي في الابتكار والتكنولوجيا، أعلنت الصين عن إطلاق فئة جديدة من التأشيرات تحمل اسم تأشيرة “K”، موجهة خصيصاً لفئة الشباب المتميزين في مجالي العلوم والتكنولوجيا. يأتي هذا القرار في إطار تعديل شامل للأنظمة المنظمة لدخول وخروج الأجانب، وقد اعتمده رسمياً رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الصينية الرسمية.
من المقرر أن تدخل اللوائح الجديدة حيز التنفيذ ابتداءً من الأول من أكتوبر المقبل، حيث ستتيح هذه الفئة من التأشيرات للكوادر العلمية الشابة المؤهلة فرصة العمل أو المشاركة في مشاريع بحثية داخل الصين، وفق معايير دقيقة تحددها الجهات المختصة.
أهداف إطلاق تأشيرة “K”
تهدف الحكومة الصينية من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أبرزها:
- تعزيز الابتكار المحلي عبر إدماج كفاءات عالمية شابة في منظومة البحث والتطوير الوطنية.
- استقطاب العقول المبدعة من خارج الصين، خاصة في المجالات التي تشهد نمواً متسارعاً مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والطاقة النظيفة.
- تأسيس بيئة أكاديمية عالمية تدعم تبادل الخبرات والمعرفة بين الباحثين الصينيين وزملائهم من دول العالم المختلفة.
معايير الأهلية للحصول على التأشيرة
بحسب القواعد الجديدة، يشترط على المتقدمين لتأشيرة “K” تقديم مجموعة من المستندات التي تثبت:
- المؤهلات الأكاديمية العليا (درجات جامعية أو شهادات بحثية في مجالات العلوم أو التقنية).
- الخبرة العملية أو البحثية في تخصصات محددة ذات أولوية وطنية للصين.
- مساهمات موثقة في أبحاث أو مشاريع علمية، سواء على المستوى الأكاديمي أو الصناعي.
بيئة عمل جاذبة للكفاءات
أوضحت الحكومة الصينية أن إصدار هذه التأشيرة لن يكون مجرد إجراء إداري فحسب، ولكنه سيكون جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى جذب واستقطاب المواهب. وتشمل هذه الخطة:
- توفير تسهيلات للإقامة والعمل، بما يسمح للباحثين بالاندماج بسهولة في المجتمع الصيني.
- بيئة عمل مجهزة بأحدث المختبرات والتقنيات، لتشجيع الابتكار وتحويل الأفكار إلى منتجات أو حلول عملية.
- دعم مالي ولوجستي للمشاريع البحثية المشتركة بين العلماء المحليين والأجانب.
الصين ومكانتها في البحث العلمي
يأتي هذا القرار في وقت تواصل فيه الصين تعزيز حضورها كمركز عالمي للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي. فقد أصبحت البلاد في السنوات الأخيرة وجهة رئيسية للباحثين بفضل استثمارات ضخمة في مجالات البحث والابتكار، حيث تم تخصيص مليارات الدولارات سنوياً لدعم المختبرات، وتمويل الأبحاث، وتطوير البنية التحتية التقنية.
يعتقد المراقبون أن إصدار تأشيرة “K” يعد استمراراً للسياسات الانفتاحية التي تتبناها الصين، ليس فقط لجذب الاستثمارات، ولكن أيضاً لجذب رأس المال البشري الذي يعتبر عنصراً أساسياً في دفع النمو الاقتصادي في العصر الرقمي.
تركيز على المستقبل
القطاعات المستهدفة عبر هذه المبادرة تشمل:
- الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة: حيث تتطلع الصين إلى أن تكون رائدة عالمياً في تطوير أنظمة ذكية متقدمة.
- التكنولوجيا الحيوية: لدعم الابتكارات الطبية والزراعية وتحسين جودة الحياة.
- الطاقة النظيفة والمتجددة: انسجاماً مع التزامات الدولة في مواجهة التغير المناخي وتحقيق الحياد الكربوني.
جزء من استراتيجية شاملة لجذب واستبقاء الكفاءات. - التقنيات المتقدمة في التصنيع: مثل الروبوتات الصناعية والطباعة ثلاثية الأبعاد.
اقرأ أيضا:فرصة عمل في السويد: وظيفة مربّي/مربّية الطفولة المبكرة في بلدية فاربيرغ بعقد دائم
أثر القرار على المجتمع العلمي الدولي
من المتوقع أن يسهم هذا القرار في تعزيز التعاون البحثي الدولي، إذ ستتيح التأشيرة للباحثين الأجانب الوصول إلى مرافق علمية متطورة في الصين، والعمل جنباً إلى جنب مع نظرائهم الصينيين. هذا التعاون قد يؤدي إلى نتائج علمية رائدة وحلول مبتكرة لمشكلات عالمية، من الصحة العامة إلى التحديات البيئية.
إن جذب المواهب الشابة سيساهم في تعزيز التنوع الثقافي والمعرفي في المجتمع العلمي الصيني، مما يعزز قدرة البلاد على معالجة القضايا العلمية من وجهات نظر متعددة.
بهذا، تمثل تأشيرة “K” خطوة نوعية في سياسة الصين لاستقطاب المواهب العالمية، وتعكس إدراكها العميق لأهمية العقول المبدعة في صياغة مستقبل الاقتصاد والعلوم. فهي ليست مجرد بوابة دخول إلى الصين، بل منصة لإطلاق مشاريع علمية رائدة يمكن أن تترك بصمة على المستوى العالمي.
المصدر: وكالة شينخوا للأنباء
عن: fr.hubei.gov.cn
الأسئلة الشائعة حول تأشيرة “K” الصينية
1. ما هي تأشيرة “K”؟
هي فئة جديدة من التأشيرات أطلقتها الصين مخصصة للشباب المتخصصين في مجالي العلوم والتكنولوجيا، بهدف جذبهم للعمل أو المشاركة في مشاريع بحثية داخل البلاد.
2. متى يبدأ العمل بهذه التأشيرة؟
سيبدأ تطبيقها اعتباراً من 1 أكتوبر المقبل.
3. من المؤهل للحصول على هذه التأشيرة؟
الشباب الذين يمتلكون مؤهلات أكاديمية وخبرة عملية في مجالات العلوم أو التكنولوجيا، مع إعطاء الأولوية للتخصصات التي تركز عليها الصين في استراتيجياتها الوطنية.
4. ما هي أبرز المزايا التي توفرها التأشيرة؟
- تسهيلات للإقامة والعمل.
- بيئة عمل مجهزة بأحدث التقنيات.
- دعم للمشاريع البحثية المشتركة.
5. ما المجالات التي تركز عليها الصين من خلال هذه المبادرة؟
الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا الحيوية، الطاقة النظيفة، والتقنيات الصناعية المتقدمة.
6. كيف يمكن التقديم للحصول على تأشيرة “K”؟
سيكون التقديم عبر القنوات الرسمية المعتمدة من قبل السلطات الصينية، مع ضرورة تقديم المستندات التي تثبت المؤهلات والخبرة.
7. هل هذه التأشيرة مخصصة فقط للباحثين الأكاديميين؟
لا، فهي تشمل أيضاً المبتكرين والمهنيين الشباب الذين يمتلكون خبرة عملية أو صناعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.